أما بعدُ: هذا الحديث الجليل العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتَحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك | بعض الناس كان في أتم صحة وأحسن حال، وفي ذات يوم أحس بشيء من الصداع، ذهب للطبيب فإذا به يقول له: عندك ورم في المخ، أو عندك مرض كذا، فانقلبت حياته هما وغما وتغيرت أحواله |
---|---|
اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار | إن النبي صلى الله عليه وسلم وُضِع بين يديه طفل يموت ونفسه تقعقع فبكى |
قوله: تحوّل عافيتك : أي تبدل العافية بضدها من عافية إلى مرض وبلاء, والفرق بين الزوال والتحوّل, أن الزوال: ذهاب الشيء من غير بدل.
22أما بعدُ: فإن من الأعمال التي يحبها الله جل وعلا ويَرتضيها من عباده: كثرة ذكره ودعائه جل وعلا، وقد تكاثرت نصوص القرآن والسنة المرغِّبة في سؤال الله جل وعلا، وفي ذكره وتسبيحه، وحمده وشكره، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن بالقدر الأسنى والمقام الأعلى، وكانت دعواته عليه الصلاة والسلام دعواتٍ حكيمات متضمِّنةً جملاً بليغةً في معانيها، عميقة في دلالاتها، وهذا يحمل المسلم على أنْ يتعلَّم هذه الدعوات التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فإنها تجمع خيرَي الدنيا والآخرة، وتَقِي المؤمن شرورَهما | فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى |
---|---|
فتأملوا -يا رحمكم الله- في هذا الدعاء العظيم الذي كان رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- يدعو به على مرأى ومسمع من الصحابة حتى يرشدهم ما ينفع في الدارين، ولكم أن تتخيلوا هذه الكلمات الموجزة كم حوت من فوائد، وكم بيَّنت من مقاصد لو دُوِّنت فيها مدونات الكتب لضاقت بها، ولو عُقدت بها الندوات والمحاضرات لما أحاطت بها، فكيف بخطبة جمعة؟! نعوذ بالله من زوال نعمته |
اللهم إنَّا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتَحوُّل عافيتك، وفُجاءة نِقمتك، وجميع سَخطك.
23موسوعة الكلم الطيب موسوعة علمية تضم عشرات الآلاف من الفوائد والحكم والمواعظ والأقوال المأثورة والأدعية والأذكار والأحاديث النبوية والتأملات القرآنية بالإضافة لمئات المقالات في المواضيع الإيمانية المتنوعة | {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} |
---|---|
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم ؛ وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم؛ أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم | لم يطلب شيئا من ذلك |
وبعدُ، فهذا الدعاء دعاءٌ عظيمٌ جليل، ينبغي على المسلم أن يحافظ عليه، وأن يكثر منه في سجوده، وفي أوقات إجابة الدعاء.