بل كان يهابه الخلفاء أنفسهم، فقد رُوي أن دعاه، وقد ازدحم الناس بمجلسه، ولم يبق موضع لجالس، حتى إذا حضر مالك تنحى الناس له حتى وصل إلى الخليفة، فتنحى له عن بعض مجلسه، فرفع إحدى رِجليه ليفسح لمالك المجلس | وهو محتضر ، فلم يزل يقولها حتى قبض ، وكانت عنده عصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها فدفنت معه |
---|---|
وقال لابن وهب: «اتق الله واقتصر على علمك، فإنه لم يقتصر أحد على علمه إلا نفع وانتفع، فإن كنت تريد بما طلبت ما عند الله فقد أصبت ما تنتفع به، وإن كنت تريد بما تعلمت الدنيا فليس في يدك شيء» | وقال الإمام أحمد : حدثنا معاذ بن معاذ ، ثنا ابن عون ، عن محمد قال : كان أنس إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ففرغ منه قال : أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم |
تابع أيضًا: حضور أنس بن مالك رضي الله عنه بعد الإجابة على السؤال بوفاة أنس بن مالك سنتعرف على بعض البيانات عن الصحابة العظام للنبي أنس بن مالك رضي الله عنه: ملامح أنس بن مالك تولى أنس سلطة الرسول صلى الله عليه وسلم ، واتخذ شكل التعامل مع أهله من المسلمين والكفار ، وتسلم الصلاة والسلام من رسول الله.
يَعْنِي مَا كَانَ يَفْعَلُهُ خُلَفَاءُ بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ تَأْخِيرِ الصَّلَاةِ إِلَى آخِرِ وَقْتِهَا الْمُوَسَّعِ; كَانُوا يُوَاظِبُونَ عَلَى التَّأْخِيرِ إِلَّا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي أَيَّامِ خِلَافَتِهِ ، كَمَا سَيَأْتِي | ، حيث كان الإمام مالك يُلقي درسه حتى مرض وصار يُلقيه في بيته ويصف مطرفٌ تلميذ الإمام مالك حاله عندما انتقل درسه إلى بيته فيقول: كان مالك إذا أتاه الناس خرجت إليهم الجارية، فتقول لهم: «يقول لكم الشيخ: أتريدون الحديث أم المسائل؟»، فإن قالوا المسائل خرج إليهم فأفتاهم، وإن قالوا الحديث قال لهم: «اجلسوا»، ودخل مغتسله، فاغتسل وتطيب ولبس ثياباً جدداً، ولبس ساجة وتعمم، وتُلقى له المنصة، فيخرج إليهم قد لبس وتطيب، وعليه الخشوع، ويوضع عودٌ فلا يزال يتبخر حتى يفرغ من حديث رسول الله |
---|---|
وقد كان جلوس مالك للإفتاء في المسجد النبوي بعد أن اكتمل عقله ونضج فكره، وفي حياة بعض شيوخه الذين عاشوا بعد أن نضج واكتمل، ولم تُبين المصادر السنَّ التي جلس فيها مالك للإفتاء بالتعيين الذي لا شك فيه | وقد رثا الإمامَ مالك كثيرٌ من الناس، منهم أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج بقوله: سقى الله جدثاً بالبقيع لمالك من المُزْن مرعادَ السحائب مبراقُ إمامٌ موطاه الذي طبَّقت به أقاليمُ في الدنيا فساحٌ وآفاقُ أقام به شرعَ النبي محمدٍ له حذرٌ من أن يُضام وإشفاقُ له سندٌ عالٍ صحيحٌ وهيبةٌ فللكل منه حين يرويه إطراقُ وأصحابه بالصدق تعلم كلَّهم وإنهم إن أنت ساءلت حُذَّاقُ ولو لم يكن إلا ابنُ إدريس وحده كفاه على أن السعادة أرزاقُ أخلاقه وصفاته قوة الحفظ كان الإمام مالك إذا استمع إلى شيء استمع إليه بحرص ووعاه وعياً تاماً، حتى إنه ليسمع نيفاً وأربعين حديثاً مرة واحدة، فيجيء في اليوم التالي ويُلقي على من استمعها منه، وهو ، أربعين حديثاً، مما يدل على قوة حفظه ووعيه، حتى قال له الزهري: «أنت من أوعية العلم، وإنك لنعم المستودَع للعلم» |
وكان بمصر كثيرٌ من علماء المذهب المالكي، وقد صار المذهبُ المالكي بفضل هؤلاء العلماء الغالبَ على الديار المصرية، وقد كان بها بعض الحنفية، ولما جاء سنة وجعل مصر مقاماً له نحواً من خمس سنين، غلب مذهبُه على المذهب المالكي، ومع ذلك فقد ثبت المذهبُ المالكي وقارب المذهبَ الشافعي، قال : «وما زال مذهب مالك ومذهب الشافعي يَعمل بهما أهلُ مصر، وتولى القضاءَ من كان يذهب إليهما، أو إلى مذهب أبي حنيفة إلى أن قدم ونشأ مذهبُ ، وعمل به في القضاء والفتيا».
18وَقِيلَ لَهُ فِي مَرَضِهِ : أَلَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟ فَقَالَ : الطَّبِيبُ أَمْرَضَنِي | وسيأتي بسط ذلك في ترجمة الحجاج في سنة خمس وتسعين |
---|---|
ويظهر أنه لهذا التحريض من أمه جلس إلى أول مرة، فأخذ عنه فقه الرأي وهو حدث صغير على قدر طاقته، وكان حريصاً منذ صباه على استحفاظ ما يكتب، حتى أنه بعد سماع الدرس وكتابته يتبع ظلال الأشجار يستعيد ما تلقى، ولقد رأته أخته كذلك فذكرته لأبيها فقال لها: « يا بنية، إنه يحفظ أحاديث رسول الله » | تأتي لـ المدينة المنورة ، والدة أنس ، وجاءت Res لـ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وأهداه ابنه أنس |
وَقَدْ وَفَدَ أَنَسٌ عَلَى nindex.
21