سبب نزول سورة الكوثر وكان في تفسير آياتها الخير العظيم وما ذكر الله به نهر الكوثر، فسورة الكوثر سورة جليلة عظيمة فهي من جانب تحدثنا عن بعض ما حبا الله به نبيه وفضله به وذلك نهر الكوثر، وهو من جانب آخر يرد على من كان يعتدي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بفحش وببذيء الكلام حين كان يصف النبي بأنه أبتر إذا مات، لا ولد من بعده يحمل اسمه فينقطع أثره ونسله بموته كما روى ذلك ابن العباس في رواية أخرى، فيروى بأنه قال: "كان العاص بن وائل يمر بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ويقول: إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال، فأنـزل الله تعالى: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ من خير الدنيا والآخرة" | مؤرشف من في 05 مارس 2020 |
---|---|
في رواية عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّه قال عن هذه السُّورة: «نَزَلَتْ فِي الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ — صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ — يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَدْخُلُ، فَالْتَقَيَا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ وَتَحَدَّثَا وَأُنَاسٌ مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا دَخَلَ الْعَاصُ قَالُوا لَهُ: مَنِ الَّذِي كُنْتَ تُحَدِّثُ؟ قَالَ: ذَاكَ الْأَبْتَرُ، يعني النبيّ صلوات الله وسلامه عليه، وَكَانَ قَدْ تُوُفِّيَ قَبْلَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ — صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ — وَكَانَ مِنْ خَدِيجَةَ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ مَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنٌ: أَبْتَرَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هذه السورة» | مؤرشف من في 24 أغسطس 2019 |
مؤرشف من PDF في 10 يناير 2020.
تفسير سورة الكوثر جاء في سبب نزول سورة الكوثر أن الكفار كانوا يستهزئون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قطع من ذرية الذكر ، وهنا يأتي تفسير مبسط | ما هو سبب تسمية سورة الكوثر لعل من أكثر ما يشغل بالك بعد قراءة سورة الكوثر، عن ما هو سبب تسميتها بالكوثر، فالمثير في الأمر أنه اسم يدل على كثرة الخير التي قد أنعم بها الله على الرسول صلى الله عليه وسلم |
---|---|
وهو صلى الله عليه وسلم - قطعه الله - وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "الله سبحانه على إرادة رسوله من كل خير ، فتذكره وأهله وأهله | لم يرد أي حديث صحيح يدل على اختصاص سورة الكوثر بالفضل، وما جاء في ذلك من أخبار، فهي مجرد أحاديث موضوعة مثل حديث: من قرأ سورة الكوثر أسقاه الله من أنهار الجنة |
مؤرشف من PDF في 10 يناير 2020.
5وهذا الوجه من الإعراب أبلغ معنىً وأفصح بياناً | تبدأ السورة بخطاب تعالى لنبيه قائلاً إنه أعطاه نهر الكوثر أحد أنهار الجنة وعليه حوضه الذي سترد عليه أمته وكل من شرب من حوضه لن يظمأ من بعد أبداَ، وهُناك من قال إن لفظة الكوثر يُعنى بها الخير الكثير الذي وهبه الله لنبيه ، ثم أمر الله نبيه في الآية الثانية بإدامة الصلاة لله الخالق ربِّ السماوات والأرض، وبذبح النسك طاعةً له -عز وجل-، وفي الآية الثالثة يصف البيان الإلهي الرجلَ الذي يبغض النبي وشمت بوفاة أبنائه الذكور -ويُرجح أنه السهمي- بالمُنقطع عن كل خير أو المنقطع العقب |
---|---|
تتحدث السورة عن فضل تعالى على النبي ، فقد أعطاه ، وهو أحد أنهار الجنة، فعن : قال : « الكَوْثَرُ نهرٌ في الجنةِ حافَتَاهُ من ذهبٍ ومَجْرَاهُ على الدُّرِّ والياقوتِ تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ من المِسْكِ وماؤُهُ أَحْلَى من العَسَلِ وأَبْيَضُ من الثَّلْجِ»، وأمر الله نبيه في السورة بإدامة الصلاة، ونحر الهدي شُكرًا لله، وبشره في نهايتها بخزي أعدائه، وأن مبغضيه سينقطع ذكرهم | أو سبب نزول سورة الكوثر لعلها من الأمور الخفية عن الكثيرين، رغم أن سورة الكوثر وآياتها من السور القصيرة المعروفة بل والمحفوظة من قبل الكثير من الناس، وعهدنا بالقرآن الكريم أنه مليء بالقصص والعبر والحكم والأسباب ، وذلك لأن نزول القرآن الكريم تزامن مع أحداث ووقائع حدثت ووقعت أثناء نزوله، فكان ذلك سببًا في نزول بعض السور والآيات التي كانت ردًا على تلك الحادثة، فإما لترد على المشركين أو لتعالج أمرًا أو قضية، وهذا كله لنعلم بأن هذا القرآن الكريم هو كتاب خالد لا شبيه له، محكم معجز في شتى جوانبه |
اختلف علماء التفسير في سورة الكوثر أم ؟ فالجمهور وأغلب المُفسرين على أنها مكية لأن ابني النبي تُوفّيا في ، فيما رأى آخرون مثل ، و، و، و أنها مدنية مُستشهدين بأن فُرضت في السنة الأولى للهجرة، وبحديث أنس بن مالك في : « بَينا رسولُ الله ذاتَ يومٍ بين أظهرنا إذْ أَغفى إغْفاءَةً ثُمَّ رَفعَ رأسَهُ مُبتسماً فقلنا: ماأضحكك يارسولَ الله؟ قال: "أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفاً سُورَةٌ"، فقرأ: "بسم الله الرحمٰن الرحيم.
26