قال المرداويُّ: والصحيح من المذهب: أنه لا يستحبُّ المداومة على فِعلها، بل تفعل غِبًّا | يكون عند ارتفاع الشّمس وشدّة حرّها، قَال الطَّحَاوِيُّ: «وَوَقْتُهَا الْمُخْتَارُ إِذَا مَضَى رُبُعُ النَّهَارِ»، ولا خلاف بين الفقهاء في أنّ أفضل أداء إذا عَلَت الشّمس واشتدّ حرّها؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «صلاة الأوّابين حين ترمض الفصال»، ومعناه أن تَحمى الرّمضاء، وهي الرّمل، فتبرك الفِصال من شدّة الحرّ، وجاء في مواهب الجليل نقلًا عن الجزوليّ: «أوّل وقتها ارتفاع الشّمس وبياضها وذهاب الحُمرة، وآخره الزّوال»، وقال الحطّاب نقلًا عن الشّيخ زروق: «وأحسنه إذا كانت الشّمس من المَشرق مثلها من المَغرب وقت العصر»، وقال الماورديّ: «ووقتها المُختار إذا مضى ربع النّهار» |
---|---|
كما كان يفعل ذلك في كل السنن، فكان يواظب عليها فترة ويتركها فترة، ويغير في الأعداد إلا في السنن الراتبة، ويغير في صيغ الدعاء ك مثلًا ودعاء الذهاب إلى المسجد والرجوع منه و والاستيقاظ، فيندر أن تجد له عملًا أو قولًا محددًا في السنن، كل ذلك لدفع التوهم بفرضيته عند عموم المسلمين | ودليل ذلك أيضًا: حديث أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاث: «صيام ثلاثة أيَّام من كلِّ شهر، وركعتي الضحى، وأن أُوتِرَ قبل أن أنام»، والصحيح: أن التطوُّع بركعة لا يصح |
وقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله: صلاة الضحى مشروعة كل يوم وأقلها ركعتان والأحاديث فيها كثيرة، ووقتها يبتدئ من ارتفاع الشمس قيد رمح في عين الناظر وذلك يقارب ربع ساعة بعد طلوعها.
6وبها يُعلم أنَّ الغزالي مصرِّح بأنها غير الضحى، وغيره مصرِّح بأنها من الضحى، وأنَّ هذا هو اللائق بالقواعد؛ لأنَّ مغايرتها للضحى لم يصحَّ فيه شيء، ومبنى الصلوات على التوقيف ما أمكن، وكأنَّ هذا الذي أشرت إليه ممَّا يضعِّف كلام الغزالي هو السرُّ في حذف أكثر مَن بعده له، وعدم تعويلهم عليه، بل على ما قاله ابنُ عباس- وهو الحُجَّة في مثل ذلك- أنَّها صلاة الضحى؛ فعلى كلام الغزالي ينوي بها سُنَّة صلاة الإشراق وإنْ قضاها ليلًا مثلًا، كما ينوي بصلاة الضحى سُنَّة صلاة الضحى وإن قضاها ليلًا أيضًا، وعلى ما قاله غيرُ الغزالي ينوي بها سُنَّة صلاة الضحى ولا يَزيد بها الضحى على الثمان، بل يكون من جُملتها بناءً على أنَّ الثمان أكثرُها، وعلى أنَّ أكثرها ثِنتا عشرةَ هي أعني صلاة الإشراق من جملة تلك الثنتي عشرة، وسواء جعلناها هي أو غيرها يسنُّ قضاؤها كما يُصرِّح به كلامهم، وينوي بها ما مر من سُنَّة صلاة الإشراق على مقالة الغزالي، أو سنة صلاة الضحى على مقالة غيره، التي هي أوجهُ، والله سبحانه وتعالى أعلمُ بالصواب | تابع أوقات الصلاة في كل مدن العالم وكل الدول بدقة، نراعي التوقيت الصيفي، مواقيت الصلاة لكل الصلوات مواعيد صلاة الفجر الظهر العصر المغرب العشاء وموعد صلاة الجمعة و صلاة العيد |
---|---|
الأدلَّة: أولًا: من السُّنَّة 1- عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، قال: أَوْصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ: صيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شهرٍ، وركعتي الضُّحى، وأنْ أُوتِرَ قبل أنْ أنامَ قال ابن دقيق العيد: وفي الحديث دليلٌ على استحباب صلاة الضحى، وأنَّها ركعتانِ، ولعلَّه ذكر الأقل الذي توجَّه التأكيد لِفِعْله إحكام الأحكام ص: 287 | القول الثاني: أنَّه لا حدَّ لأكثرِ صلاةِ الضُّحى، واختارَه ابنُ جريرٍ الطبريُّ قال ابنُ القيم: قال ابن جرير: |
صلاة الضحى وعدد ركعاتها سُنة مؤكدة عند الجمهور، أقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثماني ركعات، وأكثرها اثنتا عشرة ركعة، وفضلها تعد صدقة عن مفاصل الجسم البالغة نحو 360 مفصلًا.
7