أيُّها الأحبَّةُ الكرام : كان السلفُ الصالحُ رحمهم الله يَحرِصونَ على مُصاحَبَةِ الأخيارِ والصالحينَ أشدَّ الحرصِ، ويَجتنِبونَ أهلَ السوءِ والعطالَةِ ممن قد يُؤَثِّرُ فيهم بألفاظِهِ أو بأفعالِه, قال إمام التابعين الحسنُ البصري رحمه الله تعالى: استَكثِروا من الأصحابِ الصالحينَ في الدنيا، فإنَّهم يَنفَعونَ يومَ القيامة | أيُّها المؤمنون : ذكرَ الله جل وعلا حالَ من اتَّخَذَ صاحباً سيئاً، يَدُلُّه على طُرُقِ الغِوايةِ والمعاصي، ويدعوهُ إلى المشاركةِ فيها، يقول الله جل وعلا: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } يوم القيامة { يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً } يا ليتَني مَشَيتُ على الطريقِ الذي دَلَّنا عليه الرسول، لكن عجباً! فالمصاحبة والصداقة مما حثّ الإسلام عليها، ورغّب في السعي إليها، فهي تدعيمٌ للعلاقات الاجتماعية، وتقويةٌ للمَودات، وشدٌّ لأواصرِ الصِّلات |
---|---|
{ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} فإنهم أخلاء في والآخرة، نرجوا من الله أن نكون منهم | اللهمَّ وفِقنا لفعلِ الخيراتِ وتركِ المنكراتِ وحُبِّ المساكين ، اللهمَّ اغفِرْ لنا ولآبائِنا وأمهاتِنا اللهمَّ من كانَ منهم حياً فمتِّعْهُ بالصحةِ على طاعتِك واخْتِمْ لنا ولَه بخير ومن كان منهم مَيِّتاً فَوَسِّعْ له في قَبْرِهِ وضاعِفْ له حسناتِه وتَجاوزْ عن سيئاتِه واجمعْنا بهِ في جنَّتِك يا رَبَّ العالمين اللهمَّ أصْلِحْ أحوالَ المسلمين في كُلِّ مكان اللهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الـمَهْمومين، ونَفِّسْ كَرْبَ الـمَكْروبين واقْضِ الدَّينَ عنِ الـمَدينين ، واشْفِ مَرْضَى الـمـُسلِمين |
ويخبرني أني ملاقيك، يا رب فلا تضله بعدي، واهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني.
17يوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً | { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يلَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً |
---|---|
وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن مبارك بن حسان، عن عطاء عن ابن عباس قال: قيل يا رسول الله، أي جلسائنا خير؟ قال: « من ذكَّركم بالله رؤيته وزاد في علمكم منطقه وذكركم بالآخرة عمله» | الصحبة الصالحة وأثرها في الدنيا والآخرة إنّ الحمدَ لله, نَحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستغفِرُهُ ونعوذُ باللهِ تعالى من شرورِ أنفُسِنا وسيئاتِ أعمالِنا من يَهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَه ومن يُضلِلْ فلا هادِيَ له وأشهدُ أن لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ جلَّ عن الشبيهِ والمَثيلِ والندِّ والنظير، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ وصفيُّهُ وخليلُهُ وخيرتُهُ من خلقهِ وأمينُهُ على وحيهِ، أرسلَهُ ربُّه رحمةً للعالمين وحُجَّةً عن العبادِ أجمعين فهدى اللهُ تعالى بهِ من الضلالةِ وبَصَّرَ بهِ من الجَهالَةِ وجمعَ بهِ بعدَ الفُرقَةِ ولَـمَّ بهِ بعدَ الشتاتِ فصلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ وعلى آلهِ الطيبينَ وأصحابهِ الغُرِّ الـمَيامين ما اتَّصلَتْ عينٌ بنظر ووَعَتْ أذُنٌ بخبَر وسلَّمَ تَسليماً كثيراً , أما بعد: أيُّها الإخوةُ المؤمنون : فطرَ اللهُ جلَّ وعلا الإنسانَ، وجعَلَهُ يَـميلُ بطبيعَتِهِ وفِطرَتِه إلى أشياء ، فجعلَ الرجلَ يميلُ إلى المرأة، وهي تميلُ إليهِ أيضاً، وجعلَ الإنسانَ يُحِبُّ المالَ حباً جَمّاً طبعاً وفِطرَة، وجعلَ الأبَ يَحنو على ولَدِهِ ويَعطِفُ عليهِ كثيراً بِفطرتِه, وإنَّ مـمَّا فطرَ اللهُ سبحانه وتعالى الناسَ عليهِ أن يكونَ للمرءِ صديقٌ وخِلٌ يُؤنسُه، فإمّا أن يكونَ له صديقٌ وخليلٌ دائم، أو أن يكونَ صديقاً عاماً أو زَميلاً يرافقه في الطريق |
؟ حل كتاب الطالب تفسير ثاني متوسط الفصل الثاني.
21