ثُمَّ جَاءَتْ الْجَدَّةُ الْأُخْرَى مِنْ قِبَلِ الْأَبِ إِلَى عُمَرَ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا، فَقَالَ: مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ، وَلا كَانَ الْقَضَاءُ الَّذِي قُضِيَ بِهِ إِلَّا لِغَيْرِكِ، وَمَا أَنَا بِزَائِدٍ فِي الْفَرَائِضِ شَيْئًا، وَلَكِنْ هُوَ ذَاكِ السُّدُسُ، فَإِنْ اجْتَمَعْتُمَا فِيهِ، فَهُوَ بَيْنَكُمَا، وَأَيَّتُكُمَا خَلَتْ بِهِ، فَهُوَ لَهَا " واشتهر في هذه الحقبة من الزمن جملة من العلماء والمفتين، منهم المكثر ومنهم المتوسط ومنهم المقل، قال ابن القيم في إعلام الموقعين عن رب العالمين : وَاَلَّذِينَ حُفِظَتْ عَنْهُمْ الْفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِائَةٌ وَنَيِّفٌ وَثَلَاثُونَ نَفْسًا، مَا بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، وَكَانَ الْمُكْثِرُونَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ | تقسيم النص إلى فقرات تُيسِّر على المتفقه فهم كلام المؤلف |
---|---|
وصف الكتاب الفكرة إخــراج كتــاب الــروض المربــع فــي صــورة علميــة تعليميــة، تســاعد علــى فهــم مســائل الكتــاب، وتعيــن علــى ضبطهــا ومراجعتهــا | دراسة تاريخ الفقه تورث في نفس المتعلم حسن التفهم لنشأة المدارس الفقهية وأسباب اختلاف الفقهاء، وتوسع مداركه وتفتح آفاقه لاحتمال الخلاف السائغ وعدم التبرم مما أذنت به الشريعة منه، وما يتبع ذلك من إحسان الظن بالأئمة الفقهاء والتوازن العلمي والنفسي الذي يورث الأناة والتؤدة والتريث، وعدم الحسم فيما هو من مظان الخلاف وموارد النزاع، لا سيما إذا اطلع على ما كان بين أئمة الفقه والدين من المودة والمحبة والنصيحة وحسن الظن مع بقاء الخلاف بينهم وعدم ارتفاعه |
ثالثاً: فقه تاريخ الفقيه: المراد به الاطلاع من سيرة الفقيه على ما من شأنه الإعلام برتبته، والإفصاح عن معاني كلامه من القرآئن والأحوال، ومعرفة المتقدم من المتأخر من أقواله ومذاهبه إن تعددت، وفهم كلامه في سياقه وحمله على مراده فيه.
10روى الدارمي عن مَيْمُون بْن مِهْرَانَ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ الْخَصْمُ نَظَرَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ وَجَدَ فِيهِ مَا يَقْضِي بَيْنَهُمْ، قَضَى بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْكِتَابِ، وَعَلِمَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْأَمْرِ سُنَّةً، قَضَى بِهِ، فَإِنْ أَعْيَاهُ، خَرَجَ فَسَأَلَ الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ: «أَتَانِي كَذَا وَكَذَا، فَهَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي ذَلِكَ بِقَضَاءٍ؟» فَرُبَّمَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّفَرُ كُلُّهُمْ يَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ قَضَاءً | والواقع أن المؤلفات في ميدان تاريخ الفقه ليست مقتصرة على هذا النمط من التأليف، ولا كلها التزمت هذا الشكل من التقسيم، بل هناك تنوع ثري في الشكل والمضمون |
---|---|
ثمرات هذا العلم وفوائده: 1 | تقسيم النص إلى فقرات تُيسِّر فهمه لدى طالب العلم |
والواجب فيما كان شأنه كذلك من المسائل أن يتعرف الفقيه على سبب الخلاف وتاريخه وظروفه حتى يتفهم الأقوال الجارية فيه، حتى إذا نسب إلى أحد رأيًا حرر كلامه وبيَّن وجهه.
26ومن فوائد دراسة تاريخ الفقه الاطلاع على اصطلاحات أهل العلم وفهمها بردِّها إلى عرف زمانهم، سواء كانت هذه الاصطلاحات في العلم نفسه، أو في تراتيب التدريس والقضاء والفتيا وما أشبه ذلك | د حميدان بن عبد الله بن محمد الحميدان |
---|---|
هذا الأثر منقطع فميمون لم يدرك أبا بكر إلا أن معناه صحيح ويدل عليه ما رواه ابن ماجة عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، قَالَ: جَاءَتْ الْجَدَّةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ، وَمَا عَلِمْتُ لَكِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا، فَارْجِعِي حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ، فَسَأَلَ النَّاسَ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْطَاهَا السُّدُسَ | ص12 سبب التسمية: لأن تاريخ الفقه ليس قصصاً و أسماء تسرد ولا حكايات تروى, بل هو تتبع لأفكار تتصل بداياتها بنهاياتها , وتؤدي أوائلها إلى أواخرها ص12 الهدف من البحث : - بيان اتساع هذا العلم عما تصوره بعض المؤلفات فيه |
وفي هذا العصر وقع تجديد للفقه الإسلامي ، تمثل في الدعوة إلى الاجتهاد والاستنباط والبعد عن التقليد المذموم، وأسست الجامعات التي تعتني بتدريس فروع علوم الشريعة، وتدرجت في الدرجات العلمية إلى الدكتوراة ، وكثرة المؤلفات الفقهية والشروحات والأبحاث المتخصصة في جزئيات الفقه وبأسلوب موسع، وتأسست المجامع الفقهية، وظهر الاجتهاد الجماعي.