قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم. التدبر و التفكر فى آية قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم

ولا يريد سبحانه أن يعذب الكفار بأيدي المؤمنين فقط، بل يريد لهم الافتضاح أيضا، بحيث لا يستطيعون أن يرفعوا رءوسم وقال الآخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتما, فزجرهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو يوم الجمعة, ولكن إذا صليتُ دخلت، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفتم فيه, ففعل فأنـزل الله عز وجل: « أجعلتم سقاية الحاجِّ وعمارة المسجد الحرام » , إلى قوله: « والله لا يهدي القوم الظالمين »
قوله تعالى: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ الآية وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ الناجون من النار

والفائدة الرابعة بينها - سبحانه - فى قوله وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ.

10
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ}
ويذهب غيظ قلوبهم دليل على أن غيظهم كان قد اشتد
التدبر و التفكر فى آية قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم
وقال أبو عبيدة: كل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة, والرجل يكون في القوم وليس منهم وليجة
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين
الواو عاطفة يذهب مضارع مجزوم معطوف على يعذّب ، والفاعل هو غيظ مفعول به منصوبـ قلوب مضاف إليه مجرور و هم ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه
فقال: أم حسبتم أن تُتركوا فلا تؤمروا بالجهاد, ولا تمتحنوا, ليظهر الصادق من الكاذب, وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ ولم يرَ الله الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً بطانةً وأولياء يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم وذلك الداء، هو ما كان في قلوبهم عليهم من الموْجِدة بما كانوا ينالونهم به من الأذى والمكروه
وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 15 قوله تعالى ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم القراءة بالرفع على الاستئناف لأنه ليس من جنس الأول ولهذا لم يقل " ويتب " بالجزم لأن القتال غير موجب لهم التوبة من الله جل وعز وهو موجب لهم العذاب والخزي وشفاء صدور المؤمنين وذهاب غيظ قلوبهم ونظيره : فإن يشأ الله يختم على قلبك تم الكلام تم اقتباس تفسيرها من تفسير الامام القرطبى لسورة الانفال

والنصرُ حصول عاقبة القتال المرجوّة.

24
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ( 14 ) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 15 )
فكيف يثبت الله العذاب وينفيه؟
تفسير الاية الكريمة(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَي
أى : أقدموا على قتالهم وباشروهم بشجاعة وإخلاص كما أمركم ربكم ، فإنكم متى فعلتم ذلك يُعَذِّبْهُمُ الله بِأَيْدِيكُمْ بسبب ما تنزلونه بهم من قتل وأسر وجراحات بليغة ، وإغتنام للأموال
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم
قوله عز وجل: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ الآية
وكله عطف ، ويجوز فيه كله الرفع على القطع من الأول وقال الضحاك عن ابن عباس: شهادتهم على أنفسهم بالكفر سجودهم للأصنام, وذلك أن كفار قريش كانوا نصبوا أصنامهم خارج البيت الحرام عند القواعد, وكانوا يطوفون بالبيت عراة, كلما طافوا شوطا سجدوا لأصنامهم, ولم يزدادوا بذلك من الله تعالى إلا بُعْدا
أى : ويخزهم بسبب ما ينزل بهم من هزيمة وهوان وهم يتفاخرون بقواتهم وبأسهم ، وينصركم عليهم بأن يجعل كلمتكم هى العليا وكلمتهم هى السفلى والرفع أحسن ؛ لأن التوبة لا يكون سببها القتال ، إذ قد توجد بغير قتال لمن شاء الله أن يتوب عليه في كل حال

والمراد بقوله : ويشف صدور قوم مؤمنين بنو خزاعة ، على ما ذكرنا عن مجاهد.

قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ( 14 ) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 15 )
ويذهب غيظ قلوبهم دليل على أن غيظهم كان قد اشتد
Arabic Baghawy Tafseer
قوله تعالى قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنينقوله تعالى قاتلوهم أمر
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم تفسير الميزان
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ يقتلهم الله بأيديكم, وَيُخْزِهِمْ ويذلهم بالأسر والقهر, وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ ويبرئ داء قلوب قوم, مُؤْمِنِينَ مما كانوا ينالونه من الأذى منهم