لكن سيزيف يعلِّمنا الأمانة الأسمى التي ترفض الآلهة وترفع الصخور | حيث يقال إن جوبيتر اختطف أيجين ابنة أيسوبوس، فتأثر والدها من هذا الفعل وشكا أمره إلى سيزيف |
---|---|
و قد صوره ومن تلاه من الكتاب واشتهر لديهم بأنه أمكر وأخبث البشر على وجه الأرض قاطبة وأكثرهم لؤما | تحميل كتاب أسطورة سيزيف pdf الكاتب ألبير كامو يتناول هذا الكتاب العلاقة بين العبث والإنتحار، والمقياس الدقيق الذي يعتبر به الإنتحار حلاً للعبث، وهي مشكلة فلسفية مهمة، فالحكم عما إذا كانت الحياة جديرة بأن تعاش أم لا، إنما يرتفع إلى الجواب عن المسألة الأساسية في الفلسفة فالإنسان يشعر في هذا الكتاب بأنه مغترب |
أغضب هذا الأمر الآلهة الأوليمبية فأصدروا عليه حكما بأن يعيش حياة أبدية على أن يقضي سيزيف هذه الأزلية في عمل غير مجدٍ، ألا وهو دحرجة صخرة صعودًا إلى جبل حتى تعود للتدحرج نزولا من جديد، مرارا وتكرارا، وبلا نهاية.
16ربما يجيبك كامو على هذا السؤال، فالجميع يجدون أنفسهم فى عالم غير عقلانى، لكنهم يكافحون للحصول على معنى لحياتهم | فأتخيل ذلك الإنسان وهو يعاود النزول بخطى ثابتة ومثقلة نحو ذلك العذاب الذي لا نهاية له |
---|---|
لا أحد يحدثنا عن سيزيف في جهنم | من هنا فإن العبث هو مواجهة بين كائنات عقلانية وعالم غير مبالٍ |
كما أن الفيلسوف الأبيقوري لوكريتيوس فسر أسطورة سيزيف في القرن الأول قبل الميلاد باعتباره ممثل لشخصية السياسيين الذين يطمحون إلى منصب سياسي ولكن يتم هزيمتهم باستمرار ، وهكذا تظل أسطورة سيزيف في الأرض تجسد الفشل والجهد المبذول دون أي طائل أو استفادة.
علينا أن نعيش تفاصيل كل خطوة نخطوها، دون أن نفكر إلي أي هدف تقودنا وأي قمة سنصلها بعد ذلك إعطاء القيمة لكل خطوة والتماهي مع كل عمل نقوم به والشعور بأن مشوار حياتنا هو الهدف بعينه، ذاك هو الوقود الذي يزودنا بالقدرة على البقاء والاستمرار ودحرجة صخرة واقعنا الى ما لا نهاية كانون الثاني 2013 اليوم لم تختلف رؤيتي كثيرا عن السابق، غير أنني بت أعطي اهتماما أقل لمفهوم العبثية ولفكرتي الأبدية والزوال في أسطورة سيزيف، و تثيرني أكثر مسألة إعطاء المعنى والأهمية لتفاصيل حياتنا وبناء واقع جديد بأنفسنا | وهو أيضًا يعتقد أن كل شيء جيد |
---|---|
وتروي رواية أخرى أنه كان ميالاً إلى مهنة قطاع الطرق | ثمة فارق ضخم بين أن يتمثل الإنسان أسطورة ما ويؤمن بها ويصدق مضامينها، وبين أن يبحث في دلالات هذه الأسطورة ويعي أبعادها الفلسفية، وإذ ينتقل الإنسان من التسليم بهذه الأساطير والإيمان بها إلى التناول التحليلي لمضامينها ودلالتها، فإنه يكتشف حينها أن هذه الأسطورة لم تكن شيئاً آخر سوى تأريخ للإنسان نفسه ولكينونته ووجوده في هذا العالم |
لأنه حين تكون صور الأرض متشبثة بشدة في الذاكرة، وحين يكون نداء السعادة ملحًا، فإنه من الممكن أن ينبثق الحزن من قلب الإنسان: عندئذٍ تنتصر الصخرة، فـ ـهذا الحزن هو الصخرة بحدِّ ذاتها.
4