فلولا أنه كان من المسبحين. أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ

قال : فسبح في بطن الحوت واختلف كم أقام في بطن الحوت
قاله سعيد بن جبير وغيره وقال سعيد بن جبير ; لما قال في بطن الحوت ; لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قذفه الحوت

ثمَّ لَطفَ بِه لُطفًا آخرَ، وامْتَنَّ عليه مِنَّةً عُظمى، وهو أنَّه أرسلَهُ {إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ} مِن الناسِ {أَوْ يَزِيدُونَ} عنها، والمعنى أنَّهم إنْ لم يزيدُوا لمْ ينقصُوا، فدعاهُم إلى اللهِ تعالى.

10
آیه 143 سوره صافات
قلت : ومن هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل فيجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويخبئها بجهده ، ويسترها عن خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه
أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ
فلولا أنه كان من المسبحين
وقوله: إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ استثناء منقطع، وهو من مثبت، إلا أن يكون الضمير في قوله: عَمَّا يَصِفُونَ عائداً إلى الناس جميعهم، ثم استثنى منهم المخلصين، وهم المتبعون للحق المنزل على كل نبي ومرسل
فساهم فكان من المدحضين فقال لهم : قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي قال أبو هريرة : وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض - أو قال : هشاش الأرض - قال : فتتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت
وقال الربيع بن أنس ; لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح للبث في بطنه إلى يوم يبعثون قال ; ومكتوب في الحكمة - إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر على كل حال المشهور وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا قالوا: الملائكة، هذا الذي عليه أكثر المفسرين وبعضهم كما سمعتم يقول: الْجِنَّةُ يعني الجن وأن الله صاهرهم، تعالى الله عن قول الكافرين علواً كبيراً

فَسَاهَمَ أي: قارع فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ أي: المغلوبين.

13
فلولا أنه كان من المسبحين
فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل كما قال تعالى: {وهو سقيم}
تأملات في قول الله تعالى : ‏( فلولا أنه كان من المسبحين .. )‏ !
قال : والحق عندي أن تجرى في كل مشكل ، فذلك أبين لها وأقوى لفصل الحكم فيها ، وأجلى لرفع الإشكال عنها ، ولذلك قلنا : إن القرعة بين الزوجات في الطلاق كالقرعة بين الإماء في العتق
آیه 143 سوره صافات
هذا روي مرفوعاً وموقوفاً ولكنه لم يصح، وكفارة المجلس تعرفون ما صح فيها
وكذا قال قتادة، وابن زيد، ولهذا قال تعالى: وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ أي: الذين نسبوا إليهم ذلك: إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ أي: إن الذين قالوا ذلك لمحضرون في العذاب يوم الحساب لكذبهم في ذلك وافترائهم، وقولهم الباطل بلا علم وكذلك في مسألة الأعبد الستة؛ فإن كل اثنين منهما ثلث، وهو القدر الذي يجوز له فيه العتق في مرض الموت، وتعيينهما بالتشهي لا يجوز شرعان فلم يبق إلا القرعة
فقال تعالى : "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ" سورة الصافات وفي هذا إشارةٌ لطيفة وتذكيرٌ لعباد الله أن يتنبهوا لأهمية الذكر والتسبيح على وجه الخصوص ، فقد وصف الله يونسَ عليه السلام بأنه كان من المُسبِّحين ، أي أنه كان كثير التسبيح قبل وقوعه في هذه الشدة العصيبة والكرب العظيم فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ قال بعضهم في الحين: انتظر إلي وقت مؤجل، وبعضهم يقول: إلى مدة الكف عن القتال، وبعضهم يقول: حتى نأمرك بالقتال، فهذه من آيات الصفح والإعراض إلى آخره التي كانت في مرحلة الضعف، حتى نأمرك بالقتال، وبعضهم يقول: هذه الآية منسوخة بآية السيف، كل آية فيها إعراض وصفح وكف ونحو ذلك هي منسوخة، والواقع أنها لم تنسخ، نقول: نسخت مائة وأربع وعشرون آية

«2» در اين سوره نيز داستانش در آخر بيان شد.

أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ
واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات في الغزو على قولين ، الصحيح منهما الإقراع ، وبه قال فقهاء الأمصار
القرآن الكريم
فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل ، كما قال تعالى : وهو سقيم
قال تعالى فلولا أنه كان من المسبحين
الثاني : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إليه أن رجلا أعتق ستة أعبد لا مال له غيرهم ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة