ومن مميزات هذه السورة كذلك تعدد مظاهر الدعوة إلى الله فيها، فهؤلاء الفتية يدعون قومهم، وهذا الفقير يدعو صاحب الجنتين، وذاك الخَضِر يدعو موسى، وحتى ذو القرنين يدعو رعيته | وفي ذلك إشارة إلى قصور البشر عن إدراك الأمور كلها بالحواس العادية وأن الله تعالى هو الذي يدبر الكون بحكمته وعلمه |
---|---|
{ لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } أي: أخلصه وأصوبه، ومع ذلك سيجعل الله جميع هذه المذكورات، فانية مضمحلة، وزائلة منقضية | مميزاتها من مميزات سورة الكهف كثرة أفعال الحركة فيها من قبيل فانطلقا، فآووا، ابنوا، بلغا، جاوزا، الخ |
وقال ابن حجر : طلحة ضعيف جداً ونسبه أحمد وأبو داود إلى الوضع.
27وفيها أيضا قصة آدم عليه السلام وإبليس، وقصة موسى مع العبد الصالح الذي علمه أن الحكمة تقتضي عدم الحكم على الأشياء بظواهرها، وقصة ذي القرنين الذي طاف في مشارق الأرض ومغاربها داعيا إلى الله ومحكِّما شريعته رغم قوته الخارقة وسلطته الواسعة | أسباب نزولها يرى أهل العلم أن سبب نزول سورة الكهف يعود لقيام قريش ببعث رسولين منها إلى أحبار يهود بالمدينة للحصول على دليل يُظهر زيف دعوة محمد صلى الله عليه وسلم وعدم صدق نبوته |
---|---|
فقالوا لهما: اسألوه أولا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول فإنهم قد كان لهم حديث عجَبٌ | ولا شكّ أنّ في قصّة موسى مع الخضر الكثير من العِبر التي يُستفاد منها، ومنها: أنّ وما يحمله من سَعة يُحتِّم على الإنسان أن يطلبه، كما تُظهر القصة الأدلّة على ، ومن أبرزها إحياء الموتى، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ القصّة حملت ركيزة أساسيّة في الحياة؛ ألا وهي أنّ الاعتذار وقبوله من الفضائل التي على الإنسان أن يتّصف بها، كما أنّ على المؤمن أن يتمسّك ويعتصم بما يُبعده عن فِتنة العِلم، ويحميه منها، النفس بما تملكه من عِلم؛ فقد قال -تعالى-: قالَ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّـهُ صابِرًا وَلا أَعصي لَكَ أَمرًا ؛ والله -عزّ وجلّ- هو صاحب العِلم المُطلَق بكلّ شيء من ظواهر الأمور وبواطنها |
كما أنّ الشباب كانوا أكثر الناس استجابةً لدعوة الله -تعالى- ورسوله؛ ولذلك فقد نالوا الاهتمام الكبير من النبي -عليه الصلاة والسلام- من بعده؛ فحين جهّز أبو بكر جيش المسلمين بعد وفاة الرسول جعل الصحابي الشاب أسامة قائداً للجيش رغم وجود عددٍ من كبار الصحابة.
17