هل لذلك أصلٌ أم لا؟ الجوابُ: الحمد لله رب العالمين، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولا استحبَّ ذلك أحدٌ من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصّحابة، ولا التابعين، لا صحيحاً ولا ضعيفاً، ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، وأمثال ذلك | |
---|---|
رابعًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري 1896 ، ومسلم 1152 من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ» | وقد شرع لنا الله عزّ وجلّ أن نخالف أهل الكتاب من خلال صيام يوم قبله، فقد ورد في مسند أحمد، أنّ النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- قال: لئن سَلِمْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسعَ، يعني عاشوراءَ ، فلم يأت العام التّالي إلا وقد توفّي النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد جاء الأمر بصيام يوم قبل يوم عاشوراء ويوم بعده |
عدم الاغترار بثواب الصيام: يغتر بعض المغرورين بالاعتماد على مثل صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة، حتى يقول بعضهم: صوم يوم عاشوراء يكفّر ذنوب العام كلها، ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر.
14وعلى هذا فصيامك صحيح ، أما حصول الأجر في الصيام فهل هو ثواب يوم كامل أو من وقت النية فقط؟ قال الشيخ العثيمين رحمه الله : في هذا قولان للعلماء: الأول: أنه يثاب من أول النهار ، لأن الصوم الشرعي لا بد أن يكون من أول النهار | أتمنى أن تكون المواضع التي أكتب تزيد علما ومعرفة للقارئ والباحث عن الفائدة |
---|---|
وبه قال جُمْهُورُ … وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة |
وقال ابن قدامة رحمه الله: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم.
وعن أبي بكرة رضي الله عنهُ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: «السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرُم: ثلاثة متواليات ذو القعدةِ وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان» رواه البخاري 2958 والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه | فالرسول "صلّى الله عليه وسلّم" كان يتحرّى صيام هذا اليوم، فعن ابن عباس يقول: " قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ" |
---|---|
ورد في الحديث أن ءادم عليه السلام لما أكل من الشجرة رفع رأسه إلى قوائم العرش، لما أكل ءادم من الشجرة قال: يا رب أسألك بحق محمدٍ إلا ما غفرت لي | فضل صيام عاشوراء عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- قال: صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة رواه النَّسائي في السّنن الكبرى، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: ما رأيت النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد |
وهو اليوم ذاته الذي أهلك الله فيه فرعون وطواغيته، وفيه نجى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام من ظلمه وتجبره، وقد كان اليهود في مكة يصومون هذا اليوم قبل المسلمون، وعندما جاء رسولنا ونبينا محمّد "صلّى الله عليه وسلّم" رأى أنّنا نحن المسلمون أحقّ بأنّ نصومه؛ حيث قال: " أنا أحقّ بموسى منكم".
10