مستمعة يمنية مقيمة في المملكة تقول أختكم في الإسلام لطيفة محمد أحمد، الأخت لطيفة تقول: سمعنا في هذا البرنامج أن لحم الجزور ينقض الوضوء، فهل علينا إعادة الوضوء كاملًا؟ وهل مرق الجزور ينقض الوضوء أيضًا؟ وهل إذا صلى الشخص بدون وضوء فهل صلاة هذا الشخص صحيحة، أم يعتبر على طريقة غير صحيحة، أي: بعد أكل لحم الجزور؟ جزاكم الله خيرًا | والثاني: تفسير الوضوء الوارد في الحديث على اليد والمضمضة، وقد خصت الإبل بذلك - أي غسل اليدين والمضمضة - لزيادة دسم ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيت الرجل وفي يده أو فمه دسم خوفا من عقرب ونحوها |
---|---|
قال: أُصلِّي في مبارِكِ الإبلِ؟ قال: لا ، الدليل الثاني: وهو حديث شريف أيضاً ورد عن الرّسول عليه السّلام: سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الوُضوءِ من لحومِ الإبلِ، فقالَ: تَوضَّؤوا مِنها | فأجاب العلماء عليه بجوابين: أحدهما: أنه منسوخ بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار رواه أبو داود |
حكم أكل لحم الإبل ظانًا أنه لحم غنم عند القائلين بنقضه للوضوء ماذا يفعل المسلم إذا شكَّ أَّن لحم الغنم الذي أكله لحم إبل؟ إذا أكل لحم غنم وتشكك في ذلك، وصلى ما عليه، فلا يلزمه الوقوف عند ذلك، أما إذا علم وتأكد أنه لحم إبل فيترتب عليه إعادة الصلاة إذا صلى، أو تجديد الوضوء للصلاة.
28واستدلوا بما رواه أبو داود والنسائي واللفظ له عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله، قَالَ: «كَانَ آخِرُ الْأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْكَ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ» "فَإِذَا كَانَ مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ هُوَ الْوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ، وَفِي ذَلِكَ لُحُومُ الْإِبِلِ وَغَيْرِهَا، كَانَ فِي تَرْكِهِ ذَلِكَ تَرْكُ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ»، فيكون منسوخا كما نُسخ، أو يكون الأمر به للاستحباب، أو يكون المراد بالوضوء غسل | قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم |
---|---|
واستند أصحاب القول الأول إلى ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ قَالَ إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَوَضَّأْ قَالَ أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ قَالَ نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ قَالَ أُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ قال لا» | وأنه يجب الوضوء من لحوم الإبل |
بأن هذا الحكم منسوخ ، ودليلهم : حديث جابر : كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مسّت النار.
11؟ ج : اختلف في ذلك أهل العلم والراجح أنه إذا كان الدم كثيرة وسال مجاوزأ موضعه كان ذلك نقضا للوضوء ، وإلا إذا كان قليلا كالقطرة والقطرتين لم ينتقض بذلك الوضوء وعمل الصحابة على ذلك فابن أبي أوفی بزق بما ثم قام فصلى ، وابن عمر عصر بثرة فخرج دم وصی دون أن يتوضأ ، وأبو هريرة كان يدخل أصاعه في أنفه و يخرجها وهي متلطخة بالدم ويصلى ، ولم يعرف له ، خلف مكان ذلك إجماعة | وجمهور آخر نفي الوضوء بعد أكل لحوم الإبل مستدلين بالحديث الشريف: عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عنهُما: إِنَّما الوُضوءُ ممَّا يخرجُ وليسَ مما يدخلُ، وإنما الفِطرُ ممّا دخلَ وليسَ مما خرجَ |
---|---|
الدعاء ان يعينك الله على القيام |
وجه الدَّلالة: أنَّه أمَر بالوضوءِ مِن لَحمِ الإبِلِ، والأصلُ في الأمرِ الوُجوبُ التمَسَ بعضُ العُلَماءِ حِكمةً، فقال: إنَّ لحمَ الإبِلِ شديدُ التأثيرِ على الأعصاب، فيُهيِّجُها؛ ولهذا كان الطبُّ الحديثُ ينهى الإنسانَ العصبيَّ عن الإكثارِ مِن لحم الإبل، والوضوءُ يُسكِّنُ الأعصابَ ويُبَرِّدها.
4