فلما بلغ الكتاب أبا عبيدة استجاب لرغبته | فلما رآهم المسلمون على حالهم هذه هالتهم كثرتهم وخالط قلوبهم شيء من خوفهم |
---|---|
قال الواقدي كان سعيد رجلا آدم طويلا أشعر وقد شذ الهيثم بن عدي فقال مات بالكوفة وقال عبيد الله بن سعد الزهري مات سنة اثنتين وخمسين رضي الله عنه | فأشركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنهما حضرا الواقعة وأحرزا النصر ، ولهذا فإن بعض الكتاب قد اعتبروهما بدريين ، لا في الحقوق من الغنائم فحسب ، بل حتى في الأجر اللأخروي كذلك ، لأنهما سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأجر فأخبرهما بحصولهم عليه أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ال خطبة الثانية مع الصحابي : سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ الحمد لله رب العالمين |
فكان أول من ولي إمرة دمشق من المسلمين.
وفاة سعيد بن زيد مات سعيد بن زيد بالعقيق، فغسله سعد بن أبي وقاص، وكفنه، وخرج معه | سعيد بن زيد والتعريف به هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، والده زيد بن عمرو بن نفيل أحد الحنفاء الذين تركوا عبادة الأصنام وعبدوا الله تعالى على دين إبراهيم —عليه السلام- وقد ولد سعيد قبل الهجرة باثنين وعشرين سنة، وكان إسلامه بعد ثلاثة عشر رجلًا أسلموا قبله، وكان ذلك قبل أن يدخل النبي —صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم بن أبي الأرقم، حيث دعاه أبو بكر الصديق —رضي الله عنه- للإسلام فأجاب على الفور، وقد أسلمت معه زوجته فاطمة بنت الخطاب —رضي الله عنها- وهي أخت عمر بن الخطاب، وكان سعيد ابن عم عمر بن الخطاب —رضي الله عنه- وهناك روايات تفيد أن سعيد وزوجته كانا سببًا في إسلام عمر بن الخطاب، لكن تبقى تلك الروايات ضعيفة |
---|---|
جهاده : شارك الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضى الله عنه كل المعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعدا غزوة بدر لانه كان وقتها قد بعثه الرسول في مهمة اخرى هى انه أرسله هو وطلحة بن عبيد الله إلى الشام ليأتياه بخبر عن قريش | غير أنه كان زاهداً في الحكم كما هو زاهد في المال |
وروى غير واحد عن مالك قال مات سعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص بالعقيق.
عرف ربه وملآ الإيمان قلبه ، فإذا شابه سعيد رضي الله عنه أباه وهداه الله للإسلام ، وامتدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يداه ،وبشره صلى الله عليه وسلم بالجنة فهل يكون ذلك عجيبا؟ ففي سنن الترمذي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِىٌّ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ » | قال الواقدي توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة وقبر بالمدينة نزل في قبره سعد وابن عمر وكذا قال أبو عبيد ويحيى بن بكير وشهاب |
---|---|
نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون ومن مواقف جهاده رضي الله عنه في سبيل الله ، فقد كان رضي الله عنه قائد الفرسان يوم معركة أجنادين و كان من أشد الناس ، وهو الذي أشار على خالد ببدء القتال ، فلما رمى الروم المسلمين بالنشاب ، صاح سعيد بن زيد بخالد قائلاً : علام نستهدف لهؤلاء العلوج —أي الكفار- وقد رشقونا بالسهام حتى شمست-أي امتنعت- الخيل ؟ فأقبل خالد الى جيش المسلمين و قال لهم : احملوا —رحمكم الله- على اسم الله ، وحمل خالد على الروم و حمل المسلمون معه حتى انتصروا بأمر الله أما عن يوم اليرموك ، قال حبيب بن سلمة : اضطررنا يوم اليرموك الى سعيد بن زيد فلله در سعيد ،ما سعيد يومئذ إلا الأسد لما نظر الى الروم و خافها اقتحم الى الارض-أي القى نفسه بشدة- و جثا على ركبتيه حتى اذا دنوا منه وثب في وجوههم مثل الليث فطعن برايته أول رجل من القوم فقتله و أخذ والله يقاتل راجلاً —أي على رجله من غير فرس-قتال الرجل الشجاع البأس فارساً و يعطف الناس اليه ويصف سعيد بن زيد معركة اليرموك قائلاً: لما كان يوم اليرموك كنا أربعة وعشرين ألفاً ونحواً من ذلك | سعيد بن زيد هو بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان |
كان محبوبًا من النبي ، وظل يجاهد مع النبي حتى لحق النبي بالرفيق الأعلى فواصل جهاده مع الخلفاء الراشدين حتى وافته المنية في عهد معاوية بن أبي سفيان ، وفي عهد عمر بن الخطاب شهد موقعة اليرموك وفتح دمشق وأبلى في المعارك بلاءً حسنًا.