إن الإحسان هو الأمارة الدالة على الفوز والنجاة | وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا كان يوم القيامة ناد منادٍ من كان أجره على الله فليدخل الجنة فيقال من ذا الذي أجره على الله فيقوم العافون عن الناس يدخلون الجنة بغير حساب» ذكره الماوردي |
---|---|
· قال تعالى : { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} |
والسيرة حافلة بأخبار من أسلم متأثراً بما رأى من حاله صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه.
· وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يأمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما | هذا التكذيب لا يلزم فيها أن تقول: كذب |
---|---|
حين عاش يوسف عليه السلام في السجن كان شامة بين الناس في إحسانه إليهم، وسمو أخلاقه معهم، لذا جاءه الرجلان يستفتيانه في رؤياهما، مستشهدين بما عرفاه من حاله وإحسانه للناس، واستثمر يوسف عليه السلام هذا الموقف في دعوتهم إلى توحيد الله عز وجل، وبيان حال ما هم عليه من عبادة الأرباب المتفرقين، بعد أن وعدهما بتأويل رؤياهما ناسباً الفضل في ذلك إلى ربه عز وجل | وذهب جمهور المفسرين إلى أن هذه الآية العناية والاهتمام المكثف الذي يوليه القرآن الكريم للنفس البشرية بسبب أن البشر هم المستهدفين بالهدى والتوجيه والوعظ ومحاولة إصلاح شئونهم، فعندما نرغب أن نصل إلى ما للإنسان وما عليه يجب أن نحلل نفسيته ونوح كل جوانبها ومداخلاتها حتى يصبح على علم بما يدور داخله وتصبح لديه القدرة الكاملة على اتخاذ القرارات السليمة وتقويم سلوكياته، لذا أشار إلينا القرآن الكريم في آياته لمواقف الخلق بما بعث الله النبي الجليل وانقسامهم إلى ثلاثة فرق الأولى مؤمنين بالله إيمان لا شك فيه ولا ريب وهو أمر ظاهر وواضح ومرتكز على أفعاله وأقواله، والثانية هي زمرة الكفرة والمشركين بالله الكفر البين والرفض الواضح للإسلام وعقيدته، أما الأخيرة فهي فئة المنافقين وهم أبشع الخلق الذين آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم، وتظاهروا بحبهم وانتمائهم للإسلام وهم في حقيقة الأمر من أشد أعدائه وأكبر خصومه |
إنّ الإنسان إما أنه مع عقله أو مع شهوته، إما يسعى أنه لآخرته أو لدنياه، فالسعيد من سعى لآخرته، ومن كان مع ربِّه.
القيامة هو العالم الأبدي الذي يعيش فيه الإنسان، والمحسنون هم الذين يوقنون بهذا العالم وليس لديهم أي شك أو تردد فيه | |
---|---|
والإحسان خير مكانة يتبوأها العبد لأنه إن أساء وسعه بعده الإيمان ثم الإسلام، أما من يعيشون على الحد الأدنى للإسلام فهو مع النقص مهدد بكفر الاعتقاد أو كفر النعمة | اهـ بتصرف - فهؤلاء الذين أحسنوا، لهم " الحسنى " وهي الجنة الكاملة في حسنها و " زيادة " وهي النظر إلى وجه الله الكريم ، وسماع كلامه ، والفوز برضاه والبهجة بقربه ، فبهذا حصل لهم أعلى ما يتمناه المتمنون، ويسأله السائلون |
ورُوي عن الأحنف بن قيس مثله.
4