وقال الخادمي في بريقة محمودية: اعلم أن الرياء بعمل الدنيا كما أشير إليه سابقا كالشجاعة والحذاقة في نحو الكتابة والخياطة وغيرها مما وضع لعمل الدنيا لا يحرم إن خلا عن التلبيس بأن يظهر الشجاعة في أمر وليس له شجاعة في الواقع | فقال: "من يُضيف هذا الليلة رَحمه الله" فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله |
---|---|
ولا يحلّ له أن يُقيم عند أخيه حتى يُؤْثِمه: حتى يُحرجه، قالوا: كيف يُؤثمه؟ قال: يُقيم عنده وليس عنده ما يقريه به، يعني: ينبغي للضيف ألا يُحْرِج أخاه فوق ثلاثة أيام | ويؤكد ذلك ما في الحديث من إباحته صلى الله عليه وسلم للضيف أن يأخذ قراه من دون إذن من نزل عليهم؛ ففي الحديث: إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا، فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم |
المعنى العام: يحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث على أعظم خصال الخير وأنفع أعمال البِرّ، فهو يُبَيِّن لنا أن من كمال الإيمان وتمام الإسلام، أن يتكلم المسلم في الشؤون التي تعود عليه بالنفع في دنياه أو آخرته، ومن ثَمّ تعود على المجتمع بالسعادة والهناء، وأن يلتزم جانب الصمت في كل ما من شأنه أن يسبب الأذى أو يجلب الفساد، فيستلزم غضب الله سبحانه وتعالى وسخطه.
30ترجمة عطاء : عطاء بن أبي رباح ، القرشي ، أبو محمد ، المكي ، الذي انتهت إليه فتوى أهل مكة والى مجاهد في زمانهما | وأما إذا آثر على نفسه كما فعل الأنصاري الذي نزل فيه { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} فذلك مقام فضل وإحسان وليس بواجب " |
---|---|
ولاشك ان كرم الضيافة طبع اصيل تميز به العرب عن غيرهم من باقي الامم |
وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير: ورجل ربطها فخرا ـ أي تعاظما، ورياء، إظهار اللطاعة والباطن بخلافه ونواء بكسر النون والمد أي مناواة ومعاداة لأهل الإسلام، فهي له وزر: أي إثم.
11