الثالثة : إذا تضرر بالصوم أو خاف الهلاك ، فالصوم حرام ، ويجب عليه أن يفطر | وحكى الفراء فيها ثلاث لغات: كَلِمَةٌ، وكِلْمَةٌ، وكَلْمَةٌ |
---|---|
وإذا لاحظنا معنى القبح والتشنيع في لفظ الفجار فينبغي أن نلحظ قمة اللطف والسمو في معنى الأبرار، وهذا التقابل يجعل من مفهوم البرّ مرتبة أعلى من مفهوم التقوى، فما ذكرته غير آية من جزاء الأبرار يأتي في سياق بيان رتب الجزاء ويحتلون فيها رتبة أعلى من مجرد النجاة من العذاب والفوز بالجنة، وهذا ما سيتأكد في آيات لاحقة تحدثت عن البرّ | وتتكرر هذه المعاني في القرآن الكريم الذي تشير بعض آياته عن البرّ إلى ما يدل على إقرار تصور المخاطَبين في عصر النزول للبرّ كقيمة أخلاقية إيجابية عليا تجاه اللّٰه أو تجاه الناس |
ويقال: أَبَرَّ وأَبْحَرَ: كان كثير الأَسفار.
26هذا التقابل يدل على استقطاب صنفين من الأفعال: الأعلى منهما هو أفعال الأبرار من البشر والملائكة البررة، ويقابله الأدنى وهو أفعال الفجار، ويدل وصف الفجور على جرأة وإقبال على فعل الشر مع التكذيب، وهي الحالة الأقبح في الكفر والعصيان، وتزيد سورة المطففين تأكيداً لهذه المرتبة بوصف مكانة كتاب الأبرار وجزائهم عِلّيين- نعيم مقابل كتاب الفجار وجزائهم سِجين-جحيم | ثانيًا: أن الله — جل شأنه- بَرٌّ يُحبُّ البِرَّ ويأمر به، ويحب من يتخلَّقُ به من عباده الأبرار |
---|---|
فقد جمع المولى عز وجل فيها بين العمل الصالح والحفاظ على أداء العبادات، مما يدل على أن الإنسان المسلم لن ينال البر بأداء العبادات دون أن يُحسن التعامل مع الآخرين ويشعر بالمحتاجين ويساعدهم، حتى ينشأ مجتمع مسلم متكافل لا وجود فيه للفقر ولا الجوع | وقد لقب بلقب " البار"، مثلما قال عنه لليهود بعد معجزة شفاء الأعرج عند باب الهيكل : "أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل |
.