ومن ثَمَّ كان مثلهم في ذلك ؛ كمثل الحمار يحمل أسفارًا | |
---|---|
روي عن ميمون بن مهران أنه قال : « يا أهل القرآن! وقد نبَّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديثِ على ترك الكلام - مهما كان سببه - والإمام يخطب؛ لأنه إذا جعل قوله للمتكلم أنصِتْ لغوًا مع كونه آمرًا بمعروف، فغيره من الكلام أولى أن يُسمَّى لغوًا | نعمة ورحمة ، ثم لام اليهود على تركهم للعمل بأحكام التوراة ، وشبههم بالحمار الذي يحمل كتبًا مفيدة على ظهره ، ولا يفهم منها شيئًا ، ويتعب فقط |
ما يفيده الحديث: 1- وجوب الإنصات للخطيب يوم الجمعة عندما يخطب.
وقد وصفه القرآن الكريم بأنه أنكر الأصوات على الإطلاق ؛ لما يسببه من إزعاج وأذى | وبهذا انتهت قوامتهم على دين الله تعالى، وانتهى دورهم في حمل أمانته، فلم يعودوا يصلحون لهذا الأمر، وهم على هذا الزيغ والضلال، ولم تعد لهم قلوب تحمل هذه الأمانة، التي لا تحملها إلا القلوب الحيَّة، البصيرة، المدركة، الواعية، المتجردة، العاملة بما تحمل، والعالمة لما تحمل ؛ ولذلك مثَّلهم الله تعالى بالحمار الذي يحمل أسفارًا |
---|---|
حث يعتبر درس النباتات وكوناتها وأجزائها وطرق نموها وطرق تخزينها للغذاء من أهم الدروس التي يتم تدريسها في المناهج التعليمية لما لها من أهمية كبرى في تعليم الأطفال ما يدور حولهم وعن أنواع وأشكال النباتات |
المفردات: كمَثَل الحمار يحمل أسفارًا: فهو شبيهٌ بالحمار الذي يحمل كُتبًا ولا يدري ما فيها، والأسفار جمع سِفْر، وهو الكتاب.
24وتخصيصه- هنا- بالتمثيل به ؛ لأنه كالعلَم في الجهل والبَلَه والضلال، وأنه مثل في الذم البليغ والشتيمة، وكذلك هو في استعمال العرب، والحديث الشريف | وعليه فإن هذا المثل قد دل على أنه استوفى الذم الذي يكون في سائر أمثال السَّوْء |
---|---|
أي : لم يفوا بما كلفوا به، ولم يعملوا بموجبه ؛ لأن حملَ التوراة يبدأ أولاً بالفهم والفقه والإدراك، وينتهي ثانيًا بالعمل ؛ لتحقيق مدلولها في عالم الضمير، وعالم الواقع، ولكن سيرة بني إسرائيل- كما عرضها القرآن الكريم، وكما هي في حقيقتها- لا تدل على أنهم قدَّروا هذه الأمانة حقَّ قدرها، ولا أنهم فقهوا حقيقتها، ولا أنهم عملوا بها | العبرة في النهاية بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فكل من حمل علماً أو أتاه ولم يعمل به فإنه داخل في هذا التشبيه |
ونسب أبو حيان للمحققين تعيُّنَ الحالية في مثل ذلك.
28