فهل من مصلح يرجع الإسلام الى أوجه السامي ويوحد الأمة ويستعيد شرف التسمّي بخير أمة؟ ونقرأ في كتاب الله: وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم 38 - ص فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا 35:43 - فاطر | |
---|---|
وهكذا فإنه إذا كان قد ظهر في الدولة الإسلامية علماء وأطباء من غير المسلمين ، فإنهم في الواقع جزء لا يتجزأ من بنية الحضارة الإسلامية |
فإذا اضطر إلى الإفضاء ببعض أسرار المهنة أو بسر دواء من الأدوية التي يستخدمها في علاج المرضى ، فإنه لا يفعل ذلك إلا لمقابل ثمن باهظ يتقاضاه …".
وإذا أخضعنا أقوالهم لمنهج البحث التاريخي، فإننا نجد هذه الأقوال لمليئة بالأخطاء والمتناقضات والفروض غير الصحيحة التي لا سند لها إلا عاطفة تجيش بالكراهية للإسلام وأهله | هذا القول مردود عليه بأن الفارق كبير بين مكان صالح للاستشفاء بحكم طيب مائه وهوائه، ومكان قامت فيه مدرسة للطب - اعتبرها الباحثون جامعة من أولى الجامعات التي ظهرت في غرب أوربا في فجر نهضتها الحديثة- واجتمع في رحابها عدد كبير من المعلمين والمتعلمين يزاولون مهنة الطب على أسس وقواعد ومعارف جديدة لم يعرفها الغرب الأوربي حتى ذلك الوقت |
---|---|
وبالإضافة إلى هؤلاء المستعمرين واليهود من أهل أسبانيا أمثال دومونيقوس جوند يسالفي Dominicus Gondisalvi بطرس ألفونسي Petrus Alphonsi وحنا الأشبيلي John of Seville وإبراهيم بن عزرا Abrahamben Ezra نزح إلى أسبانيا كثير من ، طلاب العلم من مختلف بلاد الغرب الأوربي للتزود بمعارف المسلمين ونقلها إلى اللاتينية، ومن هؤلاء أديلارد Adelard الإنجليزي وهرمان من كارنثيا وغيرهم | واستمر هذا الازدهار في أفريقية بعد عصر الأغالبة، أي في القرن الرابع الهجري- العاشر للميلاد- على أيام الفاطميين |
وبحسب رقي الحضارة تكون المدنية الناتجة عنها راقية، وبحسب رقي العلم والصناعة تكون المدنية الناتجة عنهما راقية.
20