وقد تُوُفِّي عبد الملك في النصف من شوال عام 86 هـ، واستخلف من بعده ابنه الوليد، ثم من بعده ابنه الثاني سليمان | عمر بن عبد العزيز غرة الخلفاء : أمّا غُرَّة خلفاء بني أمية، فقد كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله - رغم قصر مدته - إذ بدأها في صفر 99 هـ، وانتهت بموته رحمه الله في شهر رجب سنة 101 هـ، أي أنها استمرت حوالي سنتين وخمسة أشهر |
---|---|
أعاد يزيد تعيين عقبة بن نافع قائداً لجيوش المغرب، فقادَ هذا حملته الكبيرة سنة 62 هـ التي عبرَ فيها ساحل بأكمله حتى بلغ مدينة على سواحل ، وهُناك قال مقولته الشهيرة: «اللهم اشهد أني قد بلغت المجهول، ولولا هذا البحر لمضيتُ في البلاد، أقاتل من كفر بك حتى لا يُعبَد أحدٌ دونك» | تولّى أولهما وهوَ قيادة جيوش خراسان سنة 87 هـ ، وقد باشرَ قتيبة فتوحاته في بلاد في العام نفسه، ففتح بيكند، ثم فتحَ سنة 90 هـ، سنة 93 هـ، سنة 94 هـ، وأخيراً فتح سنة 96 هـ وهي عاصمة ، وهكذا بلغَ حدود ، ولم يَغزُ الصين قط، غير أنه أجبر إمبراطورها على دفع الجزية للأمويين، وكانت تلك أقصى فتوحات المشرق، حيث عزل عن ولايته في العام ذاته، وقد بلغت بذلك مساحة الأراضي التي وُلِّيَ عليها وهي ولاية خراسان وعاصمتها آنذاك أكثر من 4,000,000 ، وبلغ طول حدودها أكثر من 4,000 كم |
وقد كان حُكم جيل الأحفاد - المرحلة الثانية من عصر المروانيين - عهداً توقَّفت فيه الفتوحات بعد كل ما حقّقته في العقود الماضية، وغرقت الدولة عوضاً عن ذلك في صراعاتها ونزاعاتها الداخلية.
يَعتبر الكثير من المؤرخين - مثل - أن يزيد تأثر بعمر في بداية خلافته، وأرادَ اتباعه في خلافته وحسن سيرته، غير أن أقران السوء أفسدوه | وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع في معركة الزاب فهُزم وقتل، وكانت نهاية الدولة الأموية |
---|---|
لم يخرج معاوية بن يزيد في فترة خلافته إلى النّاس بسبب مرضه، وبعد تنازله عن الخلافة نشبت صراعات بين الأمويّين وابن الزّبير من أجل الخلافة، إلّا أنّها في نهاية الأمر كانت لصالح الأمويّين، وحينها أصبح مروان بن الحكم خليفة المسلمين في عام 64هـ في مؤتمر الجابية | سليمان بن عبدالملك: وعلى نفس النهج كان سليمان بن عبد الملك؛ إذ كان ورِعًا تقيًّا، ويتضح ذلك من خطبه فلا تكاد خطبة من خطبه تخلو من حث الناس على التقوى والخوف من الله ومدارسة القرآن |
وبفتحهم دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين وتأسست الدولة العباسية، ثالث مراحل.
9