استوصوا بالنساء خيراً. الدرر السنية

العاطفة قوية غلابة عند المرأة، لو كانت مثل الرجل كانت ذبحت الأولاد، وإذا أردت أن تعرف هذا اجعل الصغير الطفل الرضيع عند رجل ثلاث ساعات فقط، وانظر كيف يفرغ صبره، وينقطع ويمل ولربما كما حصل وقرأنا في الصحف عن بعض الغربيين، الرجل والمرأة يعملون، فحسبوا القضية إذا جاءت مربية وجاء خادم أو سائق أو كذا، فوجدوا أنه يجب أن يجلس واحد من الزوجين في البيت لرعاية الصغار، ولا داعي لمربية، ولا لخادمة، ولا لسائق، ولا لشيء من هذا القبيل، واحد منهما يعمل، فنظروا في الأقل دخلاً وإذا هو الزوج، فجلس عند الأطفال وصارت هي التي تذهب وتعمل؛ لأن راتبها أعلى، ما الذي حصل؟ لم يحتمل في اليوم الأول، واليوم الثاني جاء وصار يضع الوسادة على وجوه الأطفال ويخنقهم، لما ضج من بكائهم وضجر، حتى ماتوا وسكنوا، فلما جاءت من العمل، وإذا هي تسأل كيف الصغار؟ قال: كلهم -ما شاء الله- في غاية الهدوء، من أجل أن تأتي وتستريحي، فالحاصل أن الرجل لا يحتمل، لا يصبر، المرأة تصبر، وتسهر الليالي مع الطفل إذا مرض، أو تعب أو بكى، وتتحمله بشكل عجيب جدًّا، الله هكذا خلقها، وخلق جسمها مركباً بهذا، سعة الحوض وما إلى ذلك من الأمور المعروفة من أجل أن ترضع الصغير، أن تحمل، وأن تلد، وجعل لها هذه الخصائص، والإفرازات في الغدد، وكل شيء يختلف تماماً عن الرجل، لو كان عقل المرأة مثل عقل الرجل لما اجتمعت معه أبداً، صارت ندًّا له، لكن الله جعلها عاطفية، وجعل العاطفة عندها تغلب العقل، ولذلك يمكن للرجل بكل سهولة أن يسيطر على زمام الأمور، وأن تكون القيادة والريادة له، وإذا غضبت المرأة يمكن بكلمات قليلة جدًّا أن يذهب ذلك جميعاً، وينتهي الغضب، وتطيب نفسها، لكن إذا تخاصم الرجل مع الرجل هذه مشكلة، فلو كانت المرأة مثل الرجل لما وجدت الأسرة والذي يظهر أنها أحاديث كانت عند حسين الجعفي عن زائدة بهذا الإسناد فربما جمع وربما أفرد ، وربما استوعب وربما اقتصر ، وقد تقدم في بدء الخلق من وجه آخر عن حسين بن علي مقتصرا على الثاني ، وكذا أخرجه النسائي عن القاسم بن زكريا عن حسين بن علي ، وأخرجه الإسماعيلي عن ابن يعلى عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن حسين بن علي بالأحاديث الثلاثة وزاد " ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن قرى ضيفه " الحديث
كانت المرأة قبل الإسلام مهضومة الحقوق مسلوبة الإرادة مغلوبة على أمرها، متدنية في مكانتها، بل انتهى بها الأمر إلى وأدها في مهدها، في الجاهلية التي سبقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الجواب: الشيخ: في هذا الحديث يأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن نستوصي بالنساء خيراً، وذلك بالرفق بهنّ، ومراعاة أحوالهنّ، ويبين صلى الله عليه وسلم أنهنّ خلقن من ضلع، وذلك بخلق حواء، فإنها خلقت من ضلع آدم، وحواء هي أم النساء، وأم الرجال أيضاً، فهي أم بني آدم، فالمرأة خلقت من هذا الضلع، ويبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن أعوج شيئ في الضلع أعلاه، وإنك إذا ذهبت تقيمه، يعني: تعدله حتى يستقيم، كسرته، وإن استمتعت به، استمتعت به على عوج، والمرأة كذلك إن استمتعت بها استمتعت بها على عوج وعلى نقص، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها، وعلى هذا فالذي ينبغي للإنسان أن يراعي حال المرأة، وأن يعاملها بما تقتضيه طبيعتها، فإن الرجل أعقل من المرأة، وأرشد تصرفاً، فإن عاملها بالشدة، لم يعش معها، وإن عاملها باللين والحكمة، عاش معها، وإن كان ذلك لا يتم به الاستمتاع لهذا الرجل

هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيرا، وأن يحسنوا إليهن وألا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن ويوجهوهن إلى الخير، وهذا هو الواجب على الجميع لقوله عليه الصلاة والسلام: استوصوا بالنساء خيرا، وينبغي أن لا يمنع من ذلك كونها قد تسيء في بعض الأحيان إلى زوجها وأقاربها بلسانها أو فعلها لأنهن خلقن من ضلع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه.

معنى حديث استوصوا بالنساء خيرا
ولكن الذي يحدث أن بعض الرجال يجدون في كلمات الاعتذار والمواساة تقليلاً من شأنهم ولأنه هو دائمًا الرجل الذي لا يخطأ أبدًا فعلى الزوجة الانكسار له والاعتذار عما لم يحدث منها، أو تقبلها لما هو يقول في صمت بل هناك رجال يتفننون في إذلال ونسوا أنها تركت بيت أبيها لتعيش في حمايته لا في قسوته وشدته المفرطة عليها مابين الحين والحين في كل صغيرة وكبيرة أتساءل لماذا دائمًا يرى الرجل أن في قسوته وعنفه، قوامته عليها؟ لماذا يرى أن الحنان وحسن العشرة ينافي القوامة ؟ لماذا لا يسارع باحتوائها بتلك الكلمات العذبة التي بها يذوب أي خلاف لماذا لا يدعها تنفس عن غضبها قليلاً، ويتحمل صدودها، في حدود معينة بالطبع، فالزوج له كامل الاحترام من زوجته عن قال : صخبت علىّ امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني! If you attempt to straighten it; you will break it, and if you leave it alone it will remain crooked; so act kindly toward women"
استوصوا بالنساء خيرا
قوله: عَوَجٌ هو بفتح العين والواو
Riyad as
ومعلوم أن أعلاه مما يلي منبت الضلع فإن الضلع يكون فيه اعوجاج، هذا معروف، فالمعنى أنه لا بد أن يكون في خلقها شيء من العوج والنقص، ولهذا ورد في الحديث الآخر في الصحيحين: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن
ولو أن الرجل خصص لنسائه خاصة من غير الأولاد، أي أن يجعل لكل واحدة من النفقة الخاصة كذا من المال، فيسوي بينهن، وأما ما يتعلق باللباس والطعام ونحو ذلك فإنه يوفر لكل واحدة ما تحتاج إليه بالمعروف، فإذا اشترى لهذه ثياباً للعيد -مثلاً- ولأخرى ثياباً للعيد، قد تكون هذه تحب هذا النوع من اللباس، وهذه تحب هذا النوع من اللباس، والفارق بينهما كبير من حيث السعر، فليس مطالباً أن يأتي لمن اختارت الأقل بالعوض من المال، ليس مطالباً بهذا، وإنما هو يوفر لها الكسوة التي تحتاج إليها، فهذا كله من العشرة بالمعروف موقع الكلم الطيب على منهج أهل السنة أحد أشهر المواقع الإسلامية وأكثرها موثوقية تطبيق ، يوفر الكثير من محتوى الموقع في مساحة صغيرة ولا يحتاج للاتصال بالانترنت مواقع مفيدة: - -
وفوق ذلك كله أوصى النبي صلى الله عليه وسلم وصية خاصة بها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء متفق عليه، وفي لفظ مسلم: استوصوا بالنساء خيرا يقول: وإن أعوج شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء، بمعنى أن الضلع ما يمكن أن يتقوم، هو هكذا أعوج، فإذا أردت أن تقيمه وأن تغير حاله فإنه سينكسر، هكذا المرأة، هذا الحديث قاعدة عظمى فيما يتعلق بالتعامل مع النساء، هذا من أكبر القواعد ومن أجلّ القواعد، ومن أنفع ما يكون للرجال، وهو من الأمور الحاملة للرجل على الصبر والتحمل لأخطاء المرأة، وعيوبها، وضعفها، يخطئ كثير من الرجال فيفكر بمثالية، يظن أن النساء مثل أصدقائه، مثل زملائه، فهو يريد امرأة بالكمالات وبالاهتمامات، وبالتفكير مثل فلان من زملائه، ولربما تزوج أخت زميله مثلاً، فإذا نظر وإذا بالمرأة ضعيفة عاطفية، تحمل وتتعب وتمرض وتحيض، ويتغير مزاجها، وكلمة تذهب بها، وكلمة تجيء بها، فهو لا يريد مثل هذا، ولربما ملها وضجر منها، وفارقها وطلقها وخاصمها، لكن إذا عرف الإنسان هذا الأصل أنها خلقت من ضلع، هي هكذا، لن تجد امرأة تتزوجها كاملة، الكُمّل أربع، والباقي كلهن بهذه الطريقة، من ضلع وأعوج شيء في الضلع أعلاه، إذاً ماذا عليك؟ أن تدرك هذه القضية، كل النساء هكذا، وإن كنّ يتفاوتن، فأنت لابد أن تتعامل معها بهذا الاعتبار، أنها مسكينة، ضعيفة، ناقصة، ضلع أعوج، فسترى منها من التقصير والعيوب والأخطاء الشيء الكثير، وكل النساء هكذا، لكن هذا يتفاوت، من النساء من تكون مُسفَّة لا تطاق، وإنما العبرة بما غلب على الإنسان، إذا غلبت حسناتها ودينها وصلاحها وخيرها تُحتمل أخطاؤها، وتقصيرها وعيوبها وما أشبه ذلك، لربما ترى منها أشياء طفولية، لربما ترى فيها أشياء تدل على ضعف في النشاط والقيام بالأمور، وحتى الأمور الخاصة بها من المنزل أو القيام بشئونك الخاصة، أو غير ذلك، ترى منها تقصيرًا وترى منها ضعفًا وذهولا ونسيانًا، وغفلة وما أشبه هذا، هذا شيء طبيعي

وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى.

10
استوصوا بالنساء خيرا
فجاء عمر - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ذئرن النساء على أزواجهن، فرخص في ضربهن، فأطاف بآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساء كثير يشكون أزواجهن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لقد أطاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم»
شرح حديث : «استوصوا بالنساء خيرا»
قالت : ولم تنكر أن أراجعك؟ فوا لله إن أزواج صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، و إن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل
الدرر السنية
والحامل على هذا التقدير أن الاستيصاء استفعال ، وظاهره طلب الوصية وليس هو المراد ، وقد تقدم له توجيهات أخر في بدء الخلق
رفقًا ثم رفقًا ثم رفقًا بهن فإنهن عوان عندكم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « « اتقوا الله في النساء، فإنهن عوانٌ عندكم، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف» » رواه مسلم
ما تشمله الوصية النبوية وينبغي أن يُعلم أن من الوصية بالنساء ما يلي: - عدم رد الخاطب الكفء، صاحب الدين والخلُق، يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم مَن ترضون دينَه وخلقه فزوِّجوه، إلاّ تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد عريض رواه الترمذي وصححه وبيّنا أن الآية ذكرت في الابتداء الوعظ، ثم الهجر، ثم الضرب، وضابط هذا الضرب ومتى يكون، ومعنى الهجر في المضاجع

هذا من حيث الحكم، أما من حيث طيب المعشر، والإحسان فإنه ينبغي للإنسان أن لا يمنع المرأة من أن تستضيف قراباتها، ولكن قد يصل إليه الأذى من هؤلاء القرابات، كأن يرى الرجل مثلاً أن أمها تفسدها عليه، وتأمرها بأن تطالبه بأمور فوق طاقته مثلاً، أو أن هذه الأم تتدخل في شئونهم الخاصة، أو نحو هذا مما قد يقع أحياناً من بعض الأمهات، فلو أن هذا الرجل قال: لا آذن لأمك أن تدخل في داري مثلاً فإنه لا يجوز لهذه المرأة أن تأذن لأمها.

26
باب الوصية بالنساء
فمن حق الرجل على المرأة ألا تأذن لأحد، لا من النساء، ولا من الرجال، لا من محارمها، ولا من غير محارمها، حتى الأبوين، فإذا منعها من استقبال أختها، أو أمها في بيتها فليس لها أن تدخلهم من غير علمه، لا يجوز لها ذلك؛ لأنه صاحب الدار، وقد منع من هذا
شرح حديث : «استوصوا بالنساء خيرا»
حديث استوصوا بالنساء خيرا
والمقصود أن هذا حكم النبي وهو ثابت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي اله عنه ، ومعنى نقص العقل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أن شهادة المرأتين تعدل شهادة رجل واحد، وأما نقص الدين فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أنها تمكث الأيام والليالي لا تصلي؛ يعني من أجل الحيض، وهكذا النفاس، وهذا نقص كتبه الله عليها ليس عليها فيه إثم