و«معركة الخير ضد الشر» التي يرفعها بومبيو هدفًا لكافة مهامه الداخلية والخارجية هي بالنسبة له «صراع لا نهاية له، حتى القيامة | لكن المحطة المهنية الأبرز لبومبيو، عقب مغادرته الأكاديمية العسكرية، كانت انخراطه في الأعمال التجارية عبر تأسيسه لشركة لقطع غيار الطائرات وأخرى للإمدادات النفطية في ويتشيتا في ولاية كنساس |
---|---|
بومبيو هيكلة جهاز الاستخبارات على خلاف أسلافه، بهيئة «تتوافق مع صورته وأفكاره » هو ورئيسه، متخليًا عن فكرة التنوع التي اتسم بها محللو الاستخبارات؛ ليصير «رجلًا مكروهًا» داخل «سي إي إيه»، يحاول العاملون الإطاحة به أو نقله لمنصب آخر خلافًا لهذا المنصب | وكفلت هذه العلاقة الخاصة احتفاظ الرجل بمنصبه خلافًا لعشرات غيره ممن أزاحهم ترامب من مناصبه، وأطاحهم خارج دوائر صنع القرار |
كذلك كشفت المصادر أن هذه الدعوات كانت تهدف لتوسيع قاعدة المتبرعين والداعمين للطموحات السياسية لبومبيو، وتعزيز اتصالاته مع قيادة الحزب الجمهوري استعدادا للانتخابات الرئاسية عام 2024.
17بومبيو في هذه الجلسة عن توجهاته، متحايلًا على الانتقادات، قائلًا: «لقد سمعت هذه الانتقادات؛ بينما الحقيقة أنني عملت عن كثب مع القادة المسلمين والدول الإسلامية | أما القضية الثانية وهي المواجهة مع إيران، ونَقض المقاربة التي أنتهجتها إدارة أوباما تجاه المنطقة وطهران، فلا تنفصل عن خلفية بومبيو وترامب الإنجيلية، فكلاهما يعتبر أن إيران «دولة غير طبيعية »، رفع الله من مناصبه هو وترامب لزوالها |
---|---|
في التقرير التالي، نحاول تتبع سيرة الرجل وخلفياته السياسية والمهنية التي صعدت به في الأعوام الأربعة الماضية إلى أهم المناصب في دائرة صناعة القرار بواشنطن | ويترتّب على هذه الخيارات السيئة «نتائج بالنسبة إلى الدول والملايين من البشر» |
إذ إن رؤية واشنطن ووساطتها لأي صراع في الشرق الأوسط تنطلق من أهمية الخلاف مع إيران، وأن توحيد طاقة كافة الدول مُقدم على أي خلافات سياسية كما هو الحال في المقاطعة الخليجية.
ويتذكر — بحسب تعبيره — وهو داخل غرف الاجتماعات وجلسات الاستخبارات بالكونجرس أن الله يراه وجالس معه في الغرفة، ويستدعي اللاهوت الإنجيلي كقوة محفزة | خلال العامين تجاوزت مهام بومبيو تنفيذ سياسات ترامب الخارجية، لما هو أكبر داخليًا وخارجيًا عقب توطد صلاتهما، وذلك بعدما سد فجوة الخلافات التي كانت قائمة بين من سبقوه مع ترامب |
---|---|
ترسم السيرة الأكاديمية والسياسية السابقة صورة عامة لسياسي أمريكي، مثل عشرات الآخرين الذين تشابهت خلفياتهم معه؛ لكن لم يتهيأ لأي منهم صعود سريع كهذا، أو حتى فرصة الحفاظ على مناصبهم بعيدًا عن الإقالة والفصل غير المسبب، وهو ما انتهى به حال الكثيرين من أعوان ترامب | وهو أيضًا أكاديمي، حائز على درجة الدكتوراة في القانون من جامعة هارفارد، كُبرى جامعات بلاده |
لكن «كيف بجح بومبيو في كسب ثقة ترامب لاختياره لهذا المنصب؟ » يمكن القول إن بومبيو بوصفه عضوًا بلجنة الاستخبارات في الكونجرس في صناعة اسم لنفسه باعتباره داعِيًا للأيديولوجية المحافظة المتشددة ومؤيدًا لنظريات المؤامرة، إلى جانب هجومه اللاذع على وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في سياق تحقيق الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، كانت سببًا في ميل ترامب له، ورفعت شأنه لدى الأخير، بينما أثار هذا الاختيار شكوكًا كبيرًا في ظل قدرات وخلفية الرجل التي خالفت أسس اختيار هذا المنصب في العقود الماضية.
12