السابع: المحبة لهذه الكلمة، ولما تدل عليه ولأهلها العاملين بمقتضاها | فَهَذَا كُلُّهُ إِنَّمَا يَكُونُ إِذَا حُقِّقَ هَذَا الْأَمْرُ؛ { الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } |
---|---|
{ آمَنُوا}: أَيْ أَخْلَصُوا العبادة للهِ؛ صَدَقُوا بِقُلُوبِهِمْ، ونَطَقُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ، وَعَمِلُوا بِجَوَارِحِهِمْ |
فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ.
28أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ | إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل |
---|---|
شَبَّهَ ذَلِكَ بِالشَّيَاطِينِ الَّتِي يُرْسِلُهَا اللهُ تَعَالَى تَؤُزُّهُ وَتُزْعِجُهُ وَتُقْلِقُهُ إِلَى مَظَانِّ هَلَاكِهِ، وَالرِّيحُ الَّتِي تَهْوِي بِهِ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ، وَهَوَاهُ الَّذِي يَحْمِلُهُ عَلَى إِلْقَاءِ نَفْسِهِ فِي أَسْفَلِ مَكَانٍ وَأَبْعَدِهِ عَنِ السَّمَاءِ، فَهَذَا مَثَلُ الْمُشْرِكِ الَّذِي أَشْرَكَ بِرَبِّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَجَانَبَ التَّوْحِيدَ | وَمَنْ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الظُّلْمِ الْأَكْبَرِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ أَمْنٌ وَلَا اهْتِدَاءٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ |
وَتَأَمَّلْ حَدِيثَ الْبِطَاقَةِ الَّتِي تُوضَعُ فِي كِفَّةٍ، وَيُقَابِلُهَا تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ، فَتَثْقُلُ الْبِطَاقَةُ وَتَطِيشُ السِّجِلَّاتُ؛ فَلَا يُعَذَّبُ.
18