ذهب بعض الفقهاء إلى أنّ الحاجّ إذا خرج من مكة ولم يصل بعد حدود الميقات، وكان قد ترك طواف الوداع فإنّه يجب عليه الرجوع للطواف بالبيت، وإن تجاوزه فإنّه يخيّر بين إراقة الدم أوالرجوع بإحرامٍ جديدٍ بنية العمرة؛ فيدخل البيت مبتدئاً بطواف العمرة ثمّ بطواف الوداع، ولا يلزمه حينها شيء لتأخيره، وإن كان إراقة الدم أولى تيسيراً عليه، ونفعا لفقراء الحرم | ما يجب بتَرك طواف الوداع حكم من ترك طواف الوداع تَبَعٌ لحُكم طواف الوداع؛ فجمهور أهل العلم القائلين بوجوبه قالوا: يجب على تركه دم كباقي واجبات الحج؛ إلا أنهم قالوا: من خرج من مكة بلا طواف ثُمّ عاد قبل مسافة القصر وطاف للوداع فإنّه يسقط، وإن كان قد تجاوز مسافة القصر فيجب عليه دمٌ بتركه، ومن قال بأنّه مندوب لم يُرتّب شيئاً على من تركه |
---|---|
القول الثاني: أن سنة، وهو قول الإمام مالك، وداود، وابن المنذر، وأحد قولي الشافعي، وهو ما عليه الفتوى بدار الإفتاء المصرية؛ تيسيرًا على الحجاج ورفعًا للحرج عنهم | ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن طواف الوداع يجب على كل من أراد الخروج من مكة مسافة القصر نحو 83 كيلو مترًا، ولو كان غير حاج أو معتمر بل ولو كان من أهلها، وقال النووي في المجموع: هل طواف الوداع من جملة المناسك أم عبادة مستقلة؟ فيه خلاف |
الجواب: طواف الوداع واجب في حق الحاج على الصحيح؛ لأن الرسول عليه السلام قال: لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت رواه مسلم في الصحيح، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض.
26اقرأ أيضًا: ويستحبُّ لها في هذه الحالة -الثانية- أن تذبح بدنة، ويجوز الاكتفاء بذبح شاة، فإن شقَّ عليها ذلك فلا حرج عليها ألَّا تذبح أصلًا؛ أخذًا بما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها وجماعة من السلف، واختار هذا الرأي مَن قال مِن الفقهاء إن الطهارة للطواف سُنَّةٌ أو واجبٌ تسقط المؤاخذة به عند العذر | الأدلَّة مِنَ السُّنَّة: 1- عَنِ ابنِ عبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: أُمِرَ النَّاسُ أن يكون آخرُ عهدِهم بالبيتِ إلَّا أنَّه خُفِّفَ عن الحائِضِ رواه البخاري 1755 واللفظ له، ومسلم 1328 |
---|---|
حكم طواف الوداع في الحج اختلف العلماء في حكم على قولين: الأول: أنه واجب، وهو قول فقهاء الحنفية، والحنابلة، ومن يترك طواف الوداع عليه دم أقلّه ذبح شاة تذبح في الحرم، وتوزع على الفقراء من أهله، وبإمكان الشخص توكيل من يقوم بذلك نيابة عنه | طواف الوداع لمن يزور المسجد النبوي ثم يعود إلى مكة للسفر اختلف الفقهاء في حكم إعادة لمن يزور المسجد النبوي ثم يعود إلى مكة للسفر، ورجح كثير من العلماء عدم وجوب إعادة الطواف في هذه المسألة، لكن لو طاف أفضل خروجًا من الخلاف |
الأدلَّة مِنَ السُّنَّة: 1- عن ابنِ عبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: أُمِرَ النَّاسُ أن يكونَ آخِرُ عَهْدِهم بالبيتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عن الحائِضِ رواه البخاري 1755 واللفظ له، ومسلم 1328.
20