ومن آثار معرفة هذا الاسم : قرب النصر والفرج : قال صلى الله عليه وسلم واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً رواه الترمذي 2516 وهو حديث صحيح | إن لحظات السجود والقرب من الله هي ساعات كرم الله وبركته وعطائه الذي لا حدود له، ولا قيود، تهتبل فيها الفرصة بالدعاء والطلب، وتنثر فيها كنانة بما فيه من أشواق ومطالب |
فقال : فأعني على نفسك بكثرة السجود.
اللهم إنك أنت تعلم سرنا وعلانيتنا فاقبل معذرتنا، وتعلم حاجتنا فأعطنا سؤلنا، وتعلم ما عندنا فاغفر لنا ذنوبنا | كلا إن معي ربي سيهدين! وقال صلى الله عليه وسلم: « إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل يبكي ويقول يا ويلاه أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت أنا بالسجود فعصيت فلي » أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة |
---|---|
ويضطرب أبو بكر الصاحب إذ هما في الغار وهو يسمع خفق نعال المطاردين ويملكه خوف شديد على صاحبه فيقول لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الواثق بمعية الله لا تحزن إن الله معنا |
الحمد لله رب العالمين ، القريب من التائبين ، الناصر للمستضعفين.
وهو قريب من جميع عباده بعلمه المحيط بكل شيء، وهو القريب من العابدين والداعين والذاكرين يؤنسهم ويحفظهم وينصرهم ويسدد رميهم ويثبت جنانهم ويجيب دعائهم | وقال صلى الله عليه وسلم : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه رواه البخاري 6970 ورواه مسلم 2675 ، وذكر الله يوجب القرب من الله عز وجل والزلفى لديه ،ومن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره وإذا جعل المؤمن ذكر الله شعاره أثمر القرب من الله والتقنع بثوب الحياء منه وإجلاله ، وهاج في قلبه هائج الهيبة والمراقبة |
---|---|
وفي الحديث : ما من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة رواه مسلم عن أبي الدرداء | إن نصر الله آت، وفرجه قريب، والمؤمن لا يفقد أمله مع طول الانتظار بل يظل يُرجي من القريب المجيب نصره، وفرجه ولا يقترح عليه بل يتأدب بأدب العبد المسلّم لما أراده ربه ويأخذ بما شرع له من الأسباب |
ومن معاني القريب : أنه الذي يرى ويسمع ولا يخفى عليه شيء! وأبرح ما يكون الشوق يومًا إذا دنت الخيام من الخيام.
22