قال وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى صدّق بالحسنى قال بعض السلف: أي صدّق بلا إله إلا الله | إنه الرضى ينسكب في قلب الأتقى |
---|---|
ينفقه تطوعاً لارداً لجميل أحد ، ولاطلباً لشكران أحد ، وامنا ابتغاء وجه ربه خالصاً | أما الأغراض أو الموضوعات التي تحدثت عنها هذه السورة فابتدأت هذه السورة بالقسم بقوله وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى 1 وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى 2 وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى 3 ثم جاء جواب القسم بقوله سبحانه وتعالى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى 4 وكأن هذا هو موضوع هذه السورة إِنَّ سَعْيَكُمْ أي أيها الناس لَشَتَّى أي مختلف |
ثم استطرد الحديث عن العسرى وأصحابها فقال سبحانه وتعالى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ أي هذا الذي بخل إِذَا تَرَدَّى 11 أي تردى في النار.
سبب نزول سورة الليل أسباب نزول الآيات والسور القرآنية كثيرة ومختلفة، كما أنَّ كثيرًا من السور والآيات القرآنية لم يرد فيها سبب نزول صريح، وإنَّ من أبرز فوائد علم أسباب نزول الآيات القرآنية المساهمة في تفسير الآية بربطها مع سبب نزولها، أمَّا سبب نزول سورة الليل، فقد جاء في سبب نزول بعض آياتها بعض الأقوال والأحاديث الشريفة، فقد ورد في سبب النزول بداية ما يأتي: "إن أبا بكر اشترى بلالًا من أمية بن خلف ببردة وعشر أواق من ذهب فأعتقه، فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ} إلى قوله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ} : سعي أبي بكر وأمية بن خلف"، والله أعلم | ثم قال الله سبحانه وتعالى لعبده هذا وَلَسَوْفَ يَرْضَى 21 أي كأنه قال إن هذا العبد سيعطيه الله سبحانه وتعالى حتى يرضى |
---|---|
فهو يستحق عون الله وتوفيقه |
وأختم بفائدة وهي أن بعض الناس قد يعطي الفقير ويقول له ادعُ الله لي وهذا يخالف قوله سبحانه وتعالى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى 19 فإذن الأولى أن ينفق الإنسان ولا يطلب ممن أعطاه أيّ شيئاً حتى الدعاء ليكون أكمل لله سبحانه وتعالى.