الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد اختلف أهل السير والتاريخ في موعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم اختلافا عريضا، ومن ذلك كونه ولد ليلا أو نهارا، والرواية التي اعتمد عليها السائل ذكرها السيوطي في الخصائص الكبرى فقال: أخرج البيهقي والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن عثمان بن أبي العاص قال: حدثتني أمي أنها شهدت ولادة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ولدته، قالت: فما شيء أنظر إليه في البيت إلا نور! فمنها رزق النبي صلى الله عليه وسلم بالأبناء الذكور وهما القاسم وعبد الله، ومنها رزق بالبنات من الإناث زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم | كما أنّه من المرجح أن بنات النبي صلى الله عليه وسلم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة قد دفن في بقيع المدينة المنورة |
---|---|
ورقية وأم كلثوم تزوجهما عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ، تزوج رقية ثم أم كلثوم وتوفيتا عنده ولهذا سمى ذا النورين، تُوفيَت رقية يوم بدر في رمضان سنة اثنتين من الهجرة، وتوفيت أم كلثوم في شعبان سنة تسع من الهجرة | وقال الزركشي: وهذا لا يصلح أن يكون تعليلا فإن زمان النبوة صالح للخوارق، ويجوز أن تسقط النجوم نهارا |
من أبرز ما اتصف به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الأخلاق الحميدة، وكان يتجنب كل فعل أو قول يشين إلى سمعته، وكان عليه الصلاة والسلام شجاعا كريما، حليما، سخيا، محبا للفقراء والمساكين، وكان أوفى العرب ذمة، وكان السلام صادقا، أمينا، متواضعا، وعفيفا صابرا على الأذى في سبيل نشر دعوة الإسلام، وكان لا يجلس إلا وذكر تعالى.
ورَضعَ الرسول الكريم بعد ذلك من حليمة السَّعديَّة أمّ كَبشة حليمة بنت أبي ذُؤَيْب عبد الله بن الْحَارِث السَّعْديّة، فَلَبِثَ في رِعايَتِها حتى أتمَّ رِضاعَتهُ، وفي رِضاعتِه منها أقوالٌ مختلفة، فقيلَ في ذلك عامين وشهر، وقيل أربع سنين، وقيل خمسٌ وشهر، فكانت تروي ما أصابها وقومها من قحطٍ وضعفٍ وجدب، حتَّى كانوا لا يجدونَ ما يَكسر ضعفهم ولا ما يُشبع عيالهم ولا مواشيهم، ثمَّ تغيَّرت حالُهم بقدومِ الرَّضيعِ محمد عليه الصَّلاة والسَّلام، فحلَّت بهم وبأرضهم بركة ورزق وخير لم يعهدوه، فأرضعت معه ابنَ عمِّه أَبَا سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب بلبَن ابْنهَا وعبد الله أخي أُنيَسةَ، وَقيل: حُذَافة وهِي الشَّيماء، أَوْلَاد الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى بن رِفَاعَة السَّعْدِيّ، وعندها كانت حادثةُ شقِّ صدره | نأمل أن يكون هذا المقال قد أجاب على سؤالك |
---|---|
وأما الإشكال الذي ذكره السائل بخصوص شهر مولده صلى الله عليه وسلم، وكيف يكون الحمل قد حصل في أيام التشريق والولادة في ربيع الأول، فتكون مدة الحمل أربعة أشهر فقط!! ولخص فتواه: وبناء على ذلك: فقد ولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وقت طلوع الفجر، فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وهذا هو الذي جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى المولد النبوى الشريف على صاحبه أشرف الصلاة وأتم السلام، ووافق ذلك يوم الثانى والعشرين من شهر نيسان أبريل عام 572 ميلادية، وذلك فى فصل الربيع وفي ردِّه على فتاوى المتشددين التي تُحرِّم شراء حلوى المولد النبوي أو التهادي بها في ذكرى المولد النبوي، أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن شراء الحلوى والتهادي بها أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف "مباح شرعًا ويدخل في باب الاستحباب من باب السعة على الأهل والأسرة في هذا اليوم العظيم" | ثم مات عليه السلام في المدينة المنورة سنة ١١ للهجرة بعد مرض شديد ألم به نتيجة أكله من شاة مسمومة قدمتها له إحدى اليهوديات الكافرات بدين محمد عليه الصلاة والسلام وكانت وفاته بعد الضحى في شهر ربيع الاول للعام ١١ للهجرة |
ولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة، وقد أطلّ صلى الله عليه وسلم بوجهه الكريم على الدنيا يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل.
وولد بمكة بالدار المعروفة بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان اهـ | وكان يوم مولده صلى الله عليه وسلم يوافق العشرين أو الثاني وعشرين من شهر أبريل سنة 571م |
---|---|
القول موافق لقول من قال: إن أمه حملت به في أيام التشريق | أول أبناء الرسول من الذكور الثابت من كتب السيرة النبوية أن أول أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم من الذكور هو القاسم |
وجدل آخر بخصوص شهر مولده فقرأت في أحد الأحاديث أن والدته آمنه حملت به أيام التشريق وولدته في ربيع الأول.
5