١٥- لا ينبغي للأمة المستضعفة خصوصا المظلومة،ولو بلغت في الضعف ما بلغت،أن يستولى عليها الكسل عن طلب حقها ولا الإياس من ارتقائها إلى أعلى الأمور | ومن ترك الإيمان، بمنزلة الساقط من السماء، عرضة للآفات والبليات، فإما أن تخطفه الطير فتقطعه أعضاء، كذلك المشرك إذا ترك الاعتصام بالإيمان تخطفته الشياطين من كل جانب، ومزقوه، وأذهبوا عليه دينه ودنياه |
---|---|
٦- العجب أن المشرك استكبر عن الانقياد للرسل بزعمه أنهم بشر ورضي أن يعبد ويدعو الشجر والحجر | ولذلك أثنى الله عليها فقال: { وَمَرْيَمَ ابْنَة عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ْ} { وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ْ} فأعاضها الله بعفتها، ولدا من آيات الله، ورسولا من رسله |
وإن ذكر فيه الأنبياء والمرسلون، كان المذكور فيه، أكمل من غيره وأفضل، ولهذا كثيرا ما يبدئ ويعيد في قصص الأنبياء، الذين فضلهم على غيرهم، ورفع قدرهم، وأعلى أمرهم، بسبب ما قاموا به، من عبادة الله ومحبته، والإنابة إليه، والقيام بحقوقه، وحقوق العباد، ودعوة الخلق إلى الله، والصبر على ذلك، والمقامات الفاخرة، والمنازل العالية،.
19{ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا } مما عملوه من الحسنات | ٢٥- {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبع أبحر مانفدت كلمات الله}تتكسر الأقلام ويفنى المداد ولاتنفد كلمات الله حقيقة لامبالغة ٢٦- الأشجار وإن تضاعفت أضعافا كثيرة،والبحور لو امتدت بأضعاف مضاعفة،فتنفد وتنقضي لكونها مخلوقة |
---|---|
٣- {ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون} كل من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم هواه وإرادته فإنه من أهواء الذين لا يعلمون | { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ } ويدخل فيه كل راكب وماش في معصية الله فهو من خيل الشيطان ورجله |
فبهذين الأمرين تكون عبادة 31- ذكر{الاستعانة} بعد{العبادة} مع دخولها فيها، لاحتياج العبد في جميع عباداته من فعل الأوامر واجتناب النواهي إلى الاستعانة بالله ليحصل له ذلك 32- { الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } هو الطريق الواضح الموصل إلى الله، وإلى جنته، وهو معرفة الحق والعمل به، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط 33- الهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا 34- تضمنت توحيد الربوبية{رب العالمين}والإلهية {الله}{إياك نعبد} والأسماء والصفات{الحمد}وإثبات النبوة{اهدنا الصراط المستقيم}لامتناعه بدون الرسالة 35- تضمنت إثبات الجزاء على الأعمال في قوله:{ مالك يوم الدين } وأن الجزاء يكون بالعدل، لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
2{ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا } أي: ذليلا منقادا، غير متعاص ولا ممتنع، الملائكة، والإنس، والجن وغيرهم، الجميع مماليك، متصرف فيهم، ليس لهم من الملك شيء، ولا من التدبير شيء، فكيف يكون له ولد، وهذا شأنه وعظمة ملكه؟" | ٤- في إهمال التفكر في مخلوقات الله، تهاون بما أمر الله به، وإغلاق لزيادة الإيمان، وجمود للذهن والقريحة |
---|---|
وقال محمد بن سعيد المروزي: الأمر كله يرجع إلى أصلين: فعل منه تعالى بك، وفعل منك له، والمطلوب منك في فعله: الرضا بما فعل، وفي فعلك: الإخلاص فيما تعمل، فإذا أنت قد سعدت بهذين، وسعدت في الدارين | وإذا نوى بالفعل التحيل على ما حرمه الله ورسوله، كان له ما نواه، فإنه قصد المحرم وفعل مقدوره في تحصيله، ولا فرق في التحيل على الحرم بين الفعل الموضوع له وبين الفعل الموضوع لغيره إذا جعل ذريعة له، لا في عقل ولا في شرع، ولهذا لو نهى الطبيب المريض عما يؤذيه وحماه منه فتحيل على تناوله عد متناولا لنفس ما نهي عنه" |
فعلى هذا لو وقع حرق، أو غرق، أو نحوهما، في دار إنسان أو ماله، وكان إتلاف بعض المال، أو هدم بعض الدار، فيه سلامة للباقي، جاز للإنسان بل شرع له ذلك، حفظا لمال الغير، وكذلك لو أراد ظالم أخذ مال الغير، ودفع إليه إنسان بعض المال افتداء للباقي جاز، ولو من غير إذن.
8