وعلى الرغم من هذا الأمر السابق، إلا أن هناك أساس لا يتغير ولا يتبدل وهي تعاليم الله تعالى الداعية للفضيلة والأخلاق والإيمان وعبادة الله وحده لا شريك له، حيث قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ سورة الأنبياء،25 | القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزل من الله تعالى على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لهداية العالمين من الإنسان والجنّ، وقد حماه الله من التحريف والتبديل، كما أنّ شرائعه وتعليماته الدينيّة شاملة لجميع أمور وشؤون البشر، وما ورد فيه موافق ومكمّل لما ورد في جميع الكتب السماوية التي سبقته قبل أن تحرّف أو تبدّل، والواجب على جميع المسلمين والمؤمنين اتباع ما جاء فيه لنيل رضا الله تعالى ودخول الجنة |
---|---|
كما أنّنا نؤمن بالتفصيل بكل ما جاء في كتاب الله تعالى المقدس القرآن الكريم الذي حماه الله تعالى بنفسه من التحريف | التوراة هو الكتاب الذي أنزل من الله تعالى على سيدنا موسى عليه السلام لدعوة بني إسرائيل لعبادة الله وتوحيده، وقد وصفه الله تعالى في القرآن الكريم بالنور والهدى، وذلك لقوله تعالى: إنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ {المائدة: 44}، كما أخبر الله تعالى في آيات لقرآن الكريم أنّ التوراة قد تعرضت للحذف والإضافة والتحريف، ممّا يعني أن التوراة الموجودة بين يدينا الآن تختلف عن التي أنزلت على سيدنا موسى عليه السلام، والتوراة الموجودة في زمننا الحالي تعرف باسم الشريعة المكتوبة أو التلمود |
ويُذكر أنّ نزولها كان في السّادس من شهر رمضان تحديداً، وقد روى الإمام أحمد والبيهقي في شعب الإيمان، عن واثلة بن الأسقع، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: أنزلت التّوراة لستٍّ مضين من رمضان.
21وقال الله تعالى أيضاً عن تنزيل الإنجيل على عيسى عليه السلام: وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ | وقد أمرنا الله تعالى نحن المسلمين كما قلنا بالإيمان بهذه الكتب السماوية سواء التوراة أو الإنجيل أو القرآن، حيث ذكر الله تعالى في العديد من الآيات هذه الأمور حيث قال الله تعالى: قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ سورة البقرة، 136 |
---|---|
وبعدها أنزل الله عز وجل عدد 4 من الكتب السماوية وهم : 1- التوراة وهو الكتاب الذي نزله الله على | وقد تعرضت التوراة ومن بعده الإنجيل للتحريف والتبديل والتغيير عن تعاليم الله السماوية، بل تعرض للحرق والتحريف من اليهود وذلك بنص القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ سورة البقرة، 79 |
ومن مظاهر هيمنة القرآن الكريم على الكتب السماوية الأخرى، أنه يعرض العديد من المسائل التي اختلف عليها الناس من قبل، منها مسألة قتل وصلب عيسى عليه السلام، والتي نفاها الله تعالى في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ سورة النساء، 157 وهو الاختلاف البيّن بين عقيدة النصارى وهي عقيدة التثليث وبين العقيدة الإسلامية التي تنفي هذا التثليث وتقول بنبوة عيسى عليه السلام وأنه نبي مرسل من الله تعالى.
26