والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون البقرة: 2-4 | كما يدل على ذلك الحديث القدسي الذي رواه البخاري في صحيحه: "ما تقرب إلى عبدي بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، وقدمه التي يسعى بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه" |
---|---|
وكما جاء في الحديث الصحيح المشهور: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" | والجواب الصحيح هو قراءة القرآن الكريم |
والثاني: في إثبات الكفر الباطن.
18أعمال القلوب يجب على المسلم معرفة وتقوية الإيمان فيها والابتعاد عن الأعمال التي يفسدها أو تكون قاسية بسبب الهوى والنفس الأمارة بالسوء وخطوات الشيطان والحفاظ على نقائها وصفائها بكثرة الدعاء، فكل عبادة من العبادات لها ظاهرها وباطنها فالظاهر هو قول اللسان وعمل الجوارح أما الباطن هو عمل القلب ونيته وقوله | يقولون: الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر، ويقول أبو عمر بن عبد البر في التمهيد : وأجمع أهل الفقه والحديث أن الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والطاعات كلها عندهم إيمان، وأما سائر الفقهاء من أهل الرأي والآثار بالحجاز والعراق والشام ومصر، منهم مالك بن أنس ، الليث بن سعد ، سفيان الثوري ، الشافعي ، أحمد بن حنبل ، إسحاق بن راهويه ، أبو عبيد القاسم بن سلام ، داود بن علي ، ومن سلك سبيلهم، فقالوا: الإيمان قول وعمل، قول باللسان وهو الإقرار، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، مع الإخلاص بالنية الصادقة، وقالوا ايضاً: وكل ما يطاع الله عز وجل به من فريضة ونافلة فهو من الإيمان، والإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي |
---|---|
كما قال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء البينة: 5 | الحديث متفق عليه عن أبى سعيد الخدري |
وهناك - إلى جوار الغاية المعرفية - غاية عملية دل عليها قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.
21