و من ثم سوف يتقابل الدعاء مع البلاء أو القدر و يتصارعان و الفوز هنا للأقوى و الأقرب إلى الله ، و الدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه و سلم وإنَّ البلاء لينزِل فيتلقَّاه الدُّعاءُ، فيعتلجان إلى يوم القيامة | ثالثا: لا تعارض بين كون الأشياء مقدرة ومكتوبة، وكوننا مخيرين عند فعلها، فنحن لا نعرف ما الذي كتب، ونشعر بتمام الحرية والاختيار في الفعل، ونميز بين الحركة الاضطرارية كحركة القلب والأمعاء، وبين الحركة الاختيارية التي نؤديها بالأيدي أو الأرجل أو الأعين أو غير ذلك |
---|---|
أما بالنسبة إلى الله تعالى فهو مبرم، أي لا يغيَّر فيه شيء | لذلك فإن الدعاء من عند الله و القدر أيضا من عند الله |
هل الدعاء يغير القدر ، فالقدرُ نوعان ؛ قدرٌ يعني قدَّر الله أنَّه لابدَّ أن يكون، وعلمَ أنَّه لابدَّ أن يكون، فهذا لا يدفعه شيءٌ لا دعاء ولا غيره، فالقدرُ الذي علمَ اللهُ أنَّه يكون ولابدّ، لا يردُّه شيءٌ، يعني أنه لا أسباب تدفعه ليس له أسباب، وفي هل الدعاء يغير القدر ، فهناك قدرٌ آخرُ مرتَّب على عدم الأسباب التي تدفعه، فهذا القدرُ لدفعه أسباب؛ وأبلغُها في الدَّفع هو الدّعاءُ، ويكون مِن قبيل الحصر الدّعاء، أو الذي يدلّ بالدَّلالة على فضل الدّعاء في دفع القدر ، فهي أقدارُ مرتَّبة على أسباب، والأقدارُ والأسبابُ تتدافعُ، كلّ الأمور الشّرعيَّة والعاديَّة كلّها فيها تدافع، فقدرُ الجوع يُرَدُّ بقدرِ الطَّعام والأكل والعطش والمرض كلّها فيها تدافع، والدَّافعُ والمدفوعُ كلّه مقدَّر.
19وجاء فالاثر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، لما اراد الرجوع عن الشام حين نزل فيه الطاعون فقيل له: اتفر من قدر الله يا امير المؤمنين قال رضى الله عنه: نفر من قدر الله الى قدر الله | هل الدعاء يغير القدر في الموت ، وفي رواية أخرى «لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء -و يعتلجان أي: يتصارعان، فأيهما غلب أصاب»، أي أنه لو الدعاء أقوى يزيل القضاء، أما إذا كان القضاء هو الأقوى فإنه يقع، مشيرًا إلى أن هذا يتعلق فقط بالقضاء المُعلق وليس المُحقق |
---|---|
هل الدعاء يغير القدر في الزواج ، فإذا حرر الإنسان بدنه من كل محرم فإن الله -سبحانه وتعالى- يستجيب للدعاء، ويصعد به من الأرض إلى السماء، حيث قال الله تعالى «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» الآية 10 من سورة فاطر، وعن هل الدعاء يغير القدر في الزواج ، فإنه في أثناء صعود الدعاء إلى السماء يقابل القضاء فيعتلجان ويغلب الدعاء، صاعدًا ليغير الله محوًا للقضاء وإثباتًا بما في هذا الدعاء، طبقًا لاستجابته له | نعم ذكر عن رسول الله عليه السلام انه قال لاايرد القضاء الا الدعاء اذا الدعاء يرد القدر لان كلاهما قضاؤة من الله لانة سبحانة يعلم ان العبد سيدعوة و يغير الله القدر بقدر احدث مكتوب عنده |
ثانيا: هذا القدر لا يمكن تغييره، بمعنى أنه لو كان الله قد قدر أن فلانا يموت مؤمنا أو كافرا، أو يحيى سعيدا أو شقيا، أو يرزق بعشرة من الولد مثلا، فلا يمكن تغيير ذلك؛ لأنه لو أمكن تغييره لكان قدحا في علم الله ، وإرادته ، وعظمته، بل ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
21