الجواب عن الإشكال: يُجاب عن هذا الإشكال بأمرين: الأمر الأول: قد بحث الأعلام دلالة قول الإمام عليه السلام : أُحب، أكره وأمثالهما، بأنّ هذه الألفاظ هل تدلّ على اللزوم أو لا تدلّ؟ وقد ذهب جمع منهم إلى أنّ هذه التعابير تدلّ على اللزوم لا مجرد الكراهة | ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: مَن زار قبر أبي عبد الله عليه السلام بشطّ الفرات كان كمن زار الله فوق عرشه |
لأنه يقال: إنّه لم يثبت أنّ للعمركي سنداً إلى محمد بن الفضيل، بالإضافة إلى أنّ مجموع القرائن والشواهد تدلّ على أنّ السند هنا هو نفسه في الرواية الأُولى.
6عن الباقر عليه السلام قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام ؛ فإنّ إتيانه يزيد الرزق، ويمدّ في العمر، ويدفع مدافع السوء | وأيضاً رواه في كامل الزيارات بسند آخر مع اختلاف يسير في المتن، قال: حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى العطار وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام ؛ فإن إتيانه يزيد في الرزق ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء، وإتيانه مفترض على كل مؤمن يُقر للحسين بالإمامة من الله |
---|---|
ولكن هذا النحو من الاستدلال لا يمكن قبوله؛ لأنّ الرواية في صدد الكلام عن الثواب العظيم الذي لا يحوزه الشخص إلّا بزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، ومَن لم يزره فقد فاته الخير الكثير، وهو غير معذور في فوات الخير على نفسه، خصوصاً إذا كان هذا الخير هو مجاورة محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته الكرام عليهم السلام | ثم إن الرواية لعلها غير ناظرة إلى التفضيل بين الحج والزيارة بقدر ما هي ناظره إلى التفضيل بين من يحقق الزيارة ومن يحقق الحج , فلعل تلك الفئه الخاصة المحبوبة والمفضلة عند الله تستحق النظر والرعاية قبل تلك الفئة العامة الضالة في بعض اعتقاداتها وأعمالها , والتعليل الوارد في ذيل بعض طرق الرواية يوضح ذلك |
وقال أيضاً: احتمل بعضهم أن يكون عنبسة بن مصعب واقفياً أيضاً، اغتراراً بما تقدَّم عن الكشي، عن حمدويه أنّه ناووسي واقفي على أبي عبد الله عليه السلام ، ولكنّه باطل جزماً، فإنّ القول بالوقف ينافي الناووسية، كما هو ظاهر، وعبارة الكشي محرَّفة جزماً، والصحيح أنّه ناووسي واقف على أبي عبد الله عليه السلام.
14وأمّا حنان، فهو حنان بن سدير الثقة المعروف | وجاء نصّها كالآتي: السلام عليكم يا آل الله، السلام عليكم يا صفوة الله، السلام عليكم يا سادة السادات |
---|---|
فقال لي: زوريه؛ فإنّ زيارة قبر الحسين واجبة على الرجال والنساء |
الخامس : أن يجتهد ما وسعه الاجتهاد في اعانة الزّائر الرّاجل اذا شاهده وقد تعب واعيا عن المسير فيهتمّ بشأنه ويبلغه منزلاً يستريح فيه، وحذار من الاستخفاف به وعدم الاهتمام لشأنه.
27