ايام اللولو. أيام اللولو... (الاعتراف يمحو الخطايا)

هنا يحضر سؤال ثانٍ: هل أنّ مقاربة الرئيس للإستشارات مندرجة في سياق التشدّد الذي سيعتمده؟ يقول المؤيّدون: «إنّ الرئيس يمارس صلاحياته، وممارسة الصلاحيات لا يمكن تفسيرها على أنّها تشدّد، وإن كان يُفهم منها على أنّها تشدّد، فذلك بهدف أن يأتي تكليف رئيس الحكومة على أرضيّة توافقية» ثالثاً، أن يترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، وتُجرى الاستشارات في موعدها الخميس
خامساً، جرّب التأجيل الأول لكن مردوده جاء عكسياً: — لم يحرّك الأمور في اتجاه حلحلة ما سمّاها «مصاعب تستدعي الحلحلة»، وهي موجودة حصراً بين الحريري وباسيل، فكلاهما عبّرا عن حجم الفجوة العميقة بينهما، وحسما موقفيهما وبلغا نقطة اللاعودة شهدت المسرحية المبرمجة ضمن عروض المسابقة الرسمية للدورة 26 من أيام الشارقة المسرحية، عودة متألقة للمؤلف والمخرج العتيد «ناجي الحاي»، والممثلة المخضرمة «بدرية أحمد» في دور لولوة السالم ، بينما قدمت الفنانة الشابة «بدور» دورا لافتا في تصديها لشخصية الابنة سوزان وذلك على مستوى الشغل الجسدي، والنسق التعبيري، والنقلات الأدائية اعتمادا على قيمة وحضور الشخصيات العديدة والمتخيلة التي استحضرتها «بدور» على الخشبة، وبكامل بشاعتها وزلّاتها وخطاياها

موقف جبران هذا، لا يزعج الحريري، بقدر ما أنّه يُصعّب الأمر على رئيس الجمهورية.

28
“أيام اللولو”.. انتهت!
هنا يحضر سؤال ثانٍ: هل أنّ مقاربة الرئيس للإستشارات مندرجة في سياق التشدّد الذي سيعتمده؟ يقول المؤيّدون: «إنّ الرئيس يمارس صلاحياته، وممارسة الصلاحيات لا يمكن تفسيرها على أنّها تشدّد، وإن كان يُفهم منها على أنّها تشدّد، فذلك بهدف أن يأتي تكليف رئيس الحكومة على أرضيّة توافقية»
أيام اللولو (الاسعار+المنيو+الموقع)
الّا ان القراءات السياسية تجمع على أنّ المعركة ستنتقل من جبهة التكليف الى جبهة التأليف، وهذا معناه أنّ رحلة التأليف — المطلوب داخلياً ودولياً، أن تصل في أيام قليلة الى تشكيل حكومة مهمّة، تحت سقف المبادرة الفرنسية، تشرع في الإنقاذ والإصلاح — ستكون طويلة ومعقّدة، ولن يكون مفاجئاً خلالها إن قرّر رئيس الجمهورية، متسلحاً بتوقيعه، أن يلعب مع الحريري لعبة القط والفار، أو لعبة النطرة على الكوع، مع اي تشكيلة يطرحها
أيام اللولو... (الاعتراف يمحو الخطايا)
اذ سيبدو وكأنّه يدخل الى الثلث الثالث من ولايته مجرّداً من عدّة شغله»؟ يقود ذلك الى السؤال: «المصاعب» التي اشار اليها البيان الرئاسي ما زالت بلا حلّ، فهل ستكون استشارات الخميس أمام تأجيل جديد ريثما تُحلّ؟ أم سيتمّ تجاوزها، فتُجرى الاستشارات في موعدها؟ وإنْ قيض للاستشارات أن تجري في موعدها الخميس، بوجود «المصاعب» المحكي عنها، فما الجدوى من تأجيلها أصلاً، وتضييع أسبوع من عمر البلد وتأخير تأليف الحكومة؟ القراءات السياسية للمشهد الحكومي، تتقاطع عند اعتبار، انّ رئيس الجمهورية امام خيارات صعبة، وهامش تحرّكه ضيّق جداً، تبعاً لما يلي: اولاً، لا يملك اي صلاحية يستطيع من خلالها أن يدفع الحريري الى سحب ترشيحه
معنى ذلك أنّ الأرمن لم يكونوا على علم بـ»طلبهم» تأجيل الاستشارات! الجلسات مريحه والديكور لبناني جميل
ولكن ومع التواصل الحسي والبصري مع مكونات العرض، وبعد مرور دقائق من زمنه المكثف، ستتحول اللاءات النافية التي ذكرها الحاي في المدوّنة، إلى أفخاخ ومصائد متعددة الأنماط والأشكال، سواء الذهنية منها أو تلك المجسدة على طول وعرض الحالة المحكية في مشاع ملغّم بإدانات جارحة، وانتباهات صادمة وموغلة في الذاكرة الشخصية للمتفرج نفسه والبطاطا الحره فيها قرمشه وحموضه تجنن وطلبنا ششبرك جا معاها رز بشعيريه اقسم بالله الذ رز بشعيريه اكلته في نتفه طعم قرفه مخليه طعمه خرافه

وأمّا الخصوم فيقولون، إنّ «أيام اللولو.

17
أيام اللولو في بيروت
انتهت»، وما انكسر في السنوات الاربع الماضية في ظلّ المعنويات العالية التي جاء فيها العهد، يصعُب لحمُه في ظلّ معنويّات انحدرت وتعاني ما تعانيه من انخفاض وانكسار، اضافة الى انّ تياره السياسي يقف على ارض خلافية مع الشريحة الكبرى من المكونات السياسية في البلد»
أيام اللولو... (الاعتراف يمحو الخطايا)
فلو أنّه لم يحدّد موعداً من البداية الاستشارات لكان الامر اسهل عليه
أيام اللولو في بيروت
الصورة الارمنية الحقيقية تتبدّى في ما قاله من نُسِب اليهم طلب التأجيل، يوم الاربعاء، اي قبل يوم واحد من استشارات الخميس المؤجّلة، لمن استمزج رأيهم لمعرفة وجهة التسمية الأرمنية في الاستشارات: «ما بقا فينا وأتنهّد بأسف متذكراً تلك الأيام السود من الحرب الأهلية الضروس، التي لم تحل دون إستمرارية بحبوحة اللبنانيين وتدفق هداياهم وأعطياتهم وإغداقهم على من كان بيدهم الأمر في لبنان، نعم أتذكر ذلك آسفاً حين أرى ما آل إليه حال الأشقاء اللبنانيين، وقد باتوا ينشدون العون من كل مكان وبلا استجابة من أي كان! وكان رحمه الله يستعين بـ"خبرتي" لفرز ما يحمله من كرافتات حسب أذواق من سيلتقيهم من أصحاب الشأن في الشام
هل سنكون أمام «عون جديد» في الثلث الاخير من الولاية؟ يجيب هؤلاء: «لقد تحمّل الرئيس ما لم يتحمّله أحد، لن نكون أمام ميشال عون جديد، بل سنكون أمام ميشال عون، الذي بالتأكيد سيكون اكثر تشدّداً من ذي قبل» ثانياً، ألزم نفسه بتحديد موعد الاستشارات وصار مقيّداً به

اذن، حديثي هو عن البعض المتواضع الأقل "كرما" والأكثر تواضعاً في المطالب من زوار دمشق، وأولهم طيّب الذكر نائب زحلة المرحوم جوزيف سكاف، الذي لم تتجاوز هداياه ربطات العنق و"كراتين" العنب البقاعي الشهي.

30
أيام اللولو في بيروت
ولهذا ايضاً ثمنه، إذ سيؤكّد من جهة البعد الشخصي والعائلي للتأجيل، ومن جهة ثانية سيضع عون ومعه باسيل وتياره السياسي وحدهم في موقع المعرقل عمداً لتأليف حكومة المبادرة الفرنسية
أيام اللولو... (الاعتراف يمحو الخطايا)
حفل العرض بابتكارات مشهدية عديدة، وانعطافات أدائية متقنة، ساهمت في تعزيز الصراع المحتدم بين التفسيرات الواعية للابنة، وبين الخيالات المرتبكة للأم، ونجح العمل في المزج بين الظواهر الغائبة لأيام العز، والملامح الحاضرة لأيام العوز، وكانت قمة هذا المزج مجسدة في التوليفة المشهدية والسمعية الذكية التي لجأ إليها الحاي عندما ظلت الابنة ترقص على موسيقا سيمفونية لتشايكوفسكي، ومختلطة بغناء شعبي قديم للمطرب الإماراتي المعروف علي بن روغة، وكأنه يضع الابنة هنا في قلب المتاهة الوجودية، والمأساة الروحية التي عزلتها عن جذورها وتفاصيل طفولتها، ورمت بها في مديات مجهولة من الزيف والاغتراب والتصنّع
أيام اللولو... (الاعتراف يمحو الخطايا)
وأمّا الخصوم فيقولون، إنّ «أيام اللولو